الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ ٱلْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُوۤاْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }

اللغة: الهمُّ مقارنة الفعل بتقليبه في النفس تقول: همَّ بالشيء يهُمّ هماً وليس الهم من العزم في شيء إلا أن يبلغ نهاية القوة في النفس والنيل لحوق الأمر يقال: نال ما اشتهى أو تمنى أي أدركه ونقم منه شيئاً أي أنكر قال:
ما نَقَمُوا مِنْ بني أميَّة إلاّ   أَنَّهُمْ يَحْلِمُونَ إنْ غَضِبُوا
والفضل: الزيادة في الخير على مقدار ما وأما التفضل فهو الزيادة من الخير الذي كان للقادر عليه أن يفعله وأن لا يفعله. النزول: اختلف في من نزلت فيه هذه الآية فقيل: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً في ظل شجرة فقال: " إنه سيأتيكم إنسان فينظر إليكم بعيني الشيطان " فلم يلبثوا أن طلع رجل أزرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " علام تشتمني أنت وأصحابك " فانطلق الرجل فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما قالوا فأنزل الله هذه الآية " عن ابن عباس. وقيل: " خرج المنافقون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك فكانوا إذا خلا بعضهم ببعض سبُّوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وطعنوا في الدين فنقل ذلك حذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: " ما هذا الذي بلغني عنكم " فحلفوا بالله ما قالوا شيئاً من ذلك " عن الضحاك. وقيل: نزلت في جلاس بن سويد بن الصامت وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم بتبوك وذكر المنافقين فسمّاهم رجساً وعابهم فقال الجلاس والله لئن كان محمد صادقاً فيما يقول فنحن شرّ من الحمير فسمعه عامر بن قيس فقال: أجل والله إن محمداً لصادق وأنتم شرّ من الحمير فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أتاه عامر بن قيس فأخبره بما قال الجلاس فقال الجلاس كذب يا رسول الله فأمرهما رسول الله أن يحلفا عند المنبر فقام الجلاس عند المنبر فحلف بالله ما قال ثم قام عامر فحلف بالله لقد قاله ثم قال اللهم أنزل على نبيك الصادق منا الصدق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والمؤمنون آمين فنزل جبرائيل ع قبل أن يتفرقا بهذه الآية حتى بلغ { فإن يتوبوا يك خيراً لهم } فقام الجلاس فقال يارسول الله أسمع الله قد عرض عليَّ التوبة صدق عامر بن قيس فيما قال لك لقد قلته وأنا أستغفر الله وأتوب إليه فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك منه عن الكلبي ومحمد بن إسحاق ومجاهد. وقيل: نزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول حين قال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنَّ الأعزَّ منها الأذل عن قتادة.

السابقالتالي
2