اللغة: الاستمتاع طلب المتعة وهي فعل ما فيه اللذة من المآكل والمشرب والمناكح والخلاف النصيب سواء كان عاجلاً أو آجلاً وقال الزجاج النصيب الذي هو عند صاحبه وافر الحظ والمؤتفكات جمع مؤتفكة قد ائتفكت بهم الأرض أي انقلبت. الإعراب: موضع الكاف من قولـه { كالذين من قبلكم } نصب أي وعدكم الله على الكفر به كما وعد الذين من قبلكم والكاف في قوله كما استمتع وكالذين خاضوا نصب بأنه صفة لمصدر محذوف وتقديره استمتعتم استمتاعاً مثل استمتاعهم وخضتم خوضاً مثل خوضهم قال جامع العلوم النحوي البصير كالذي خاضوا تقديره على قياس قول سيبويه كالذي خاضوا فيه فحذف في فصار كالذي خاضوه ثم حذف الهاء وهو على قول يونس والأخفش الذي مصدري والتقدير كالخوض الذي خاضوا فيه ومثل هذا اختلافهم في قوله{ ذلك الذي يبشر الله عباده } [الشورى: 23] على قول سيبويه تقديره يبشر الله به على قول يونس والأخفش ذلك تبشير الله عباده. المعنى: ثم ذكر سبحانه أحوال أهل النفاق فقال { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض } أي بعضهم من جملة بعض وبعضهم مضاف إلى بعض في الاجتماع على النفاق والشرك كما تقول أنا من فلان وفلان مني. أي وأمرنا واحد وكلمتنا واحدة. وقيل: معناه بعضهم على دين بعض عن الكلبي. وقيل: بعضهم من بعض على لحوق مقت الله بهم جميعاً عن أبي مسلم { يأمرون بالمنكر } أي بالشرك والمعاصي { وينهون عن المعروف } أي عن الأفعال الحسنة التي أمر الله بها وحثَّ عليها { ويقبضون أيديهم } أي يمسكون أموالهم عن إنفاقها في طاعة الله ومرضاته عن الحسن وقتادة. وقيل: معناه يمسكون أيديهم عن الجهاد في سبيل الله عن الجبائي. { نسوا الله فنسيهم } أي تركوا طاعته فتركهم في النار وترك رحمتهم وأثابتهم عن الأصم. وقيل: معناه جعلوا الله كالمنسي حيث لم يتفكروا في أن لهم صانعاً يثيبهم ويعاقبهم ليمنعهم ذلك عن الكفر والأفعال القبيحة فجعلهم سبحانه في حكم المنسي عن الثواب وذكر ذلك لازدواج الكلام لأن النسيان لا يجوز عليه تعالى { إن المنافقين هم الفاسقون } أي الخارجون عن الإيمان بالله ورسوله وعن طاعته. وقيل: الفاسقون المتردّدون في الشرك { وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم } أخبر سبحانه أنه وعد الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر النار وكذلك الكفار وإنما فصل النفاق من الكفر وإن كان النفاق كفراً ليبيّن الوعيد على كل واحد من الصنفين { خالدين فيها } أي دائمين فيها { هي حسبهم } معناه نار جهنم والعقاب فيها كفاية ذنوبهم كما يقول عذبتك حسب ما فعلت وحسب فلان ما نزل به أي ذلك على قدر فعله { ولعنهم الله } أي أبعدهم من جنته وخيره { ولهم عذاب مقيم } أي دائم لا يزول.