الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْفَجْرِ } * { وَلَيالٍ عَشْرٍ } * { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } * { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } * { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } * { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } * { إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } * { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } * { وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ } * { وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ } * { ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } * { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } * { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } * { فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ } * { وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَهَانَنِ } * { كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ } * { وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً } * { وَتُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً } * { كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ ٱلأَرْضُ دَكّاً دَكّاً } * { وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } * { وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } * { يَقُولُ يٰلَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } * { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ } * { وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ } * { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ } * { ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } * { فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي } * { وَٱدْخُلِي جَنَّتِي }

القراءة: قرأ أهل الكوفة غير عاصم والوتر بكسر الواو والباقون بالفتح وقرأ أبو جعفر وابن عامر فقدر بالتشديد والباقون بالتخفيف وقرأ لا يكرمون بالياء وكذلك ما بعده أهل البصرة والباقون بالتاء وقرأ لا تحاضون أهل الكوفة وأبو جعفر وقر لا يعذب ولا يوثق بالفتح الكسائي ويعقوب وسهل والباقون لا يعذب ولا يوثق وقرأ أهل المدينة وأبو عمرو وقتيبة عن الكسائي والليل إذا يسري بإثبات الياء في الوصل وحذفها في الوقف وقرأ ابن كثير ويعقوب بإثبات الياء في الوصل والوقف والباقون بالحذف فيهما وقرأ القواس والبزي ويعقوب بالوادي بإثبات الياء في الوصل والوقف وورش بإثباتها في الوصل وحذفها في الوقف والباقون بحذفها في الوصل والوقف. وقرأ أهل المدينة أكرمني وأهانني بإثبات الياء في الوصل وحذفها في الوقف والقواس والبزي ويعقوب بإثبات الياء في الوصل والوقف وأبو عمرو لا يبالي كيف قرأ بالياء وغير الياء وروى العياشي عنه بحذف الياء من غير تخيير والباقون بحذف الياء في الحرفين في الوصل والوقف وفي الشواذ قراءة ابن عباس بعادِ أَرَمَّ ذات العماد وروي ذلك عن الضحاك أيضاً وقرءة ابن عباس وعكرمة والضحاك وابن السميفع فادخلي في عبدي. الحجة: قال أبو علي: حدثنا محمد بن السري أن الأصمعي قال: لكل فرد وتر وأهل الحجاز يفتحون فيقولون وتر في الفرد ويكسرون الوتر في الذَحْل وقيس وتميم يسوونهما في الكسر ويقولون في الوتر الذي هو الإفراد أوترت وأنا أوتر إيتاراً أي جعلت أمري وتراً وفي الذحل وترته أتره وِتْراً وتِرَةً قال أبو بكر: وترته في الذحل إنما هو أفردته من أهله وماله ومن قرأ يكرمون وما بعده بالياء فلما تقدم من ذكر الإنسان والمراد به الجنس والكثرة على لفظ الغيبة ولا يمتنع في هذه الأشياء الدالة على الكثرة أن يحمل على اللفظ مرة وعلى المعنى أخرى ومن قرأ بالتاء فعلى معنى قل لهم ذلك ومعنى لا تحضون على طعام المسكين لا تأمرون به ولا تبعثون عليه ولا تحاضون تتفاعلون منه وقوله { لا يُعذّب عذابه أحد } [الفجر: 25] معناه لا يعذب تعذيبه فوضع العذاب موضع التعذيب كما وضع العطاء موضع الإعطاء في قوله:
وبَعْـــدَ عَطائِـكَ المَائــةَ الرِّتاعـا   
فالمصدر الذي هو عذاب مضاف إلى المفعول به مثل دعاء الخير والمفعول به الإنسان المتقدم ذكره في قولهيوم يتذكر الإنسان } [النازعات: 35] والوصاق أيضاً موضع الإيثاق فأما من قرأ لا يعذّب فقد قيل إن المعنى فيه أنه لا يتولى عذاب الله تعالى يومئذٍ أحد والأمر يومئذٍ أمره ولا أمر لغيره هذا قول وقد قيل أيضاً لا يعذب أحد في الدنيا مثل عذاب الله في الآخرة وكأن الذي حمل قائل هذا القول على أن قاله إنه إن حمله على ظاهره كان المعنى لا يعذب أحد في الآخرة مثل عذاب الله ومعلوم أنه لا يعذب أحد في الآخرة مثل عذاب الله إنما المعذب الله تعالى فعدل عن الظاهر لذلك.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد