الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ } * { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ } * { تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً } * { تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } * { لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } * { لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ } * { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ } * { لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } * { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } * { لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً } * { فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } * { فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ } * { وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ } * { وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ } * { وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } * { أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ } * { وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ } * { وَإِلَىٰ ٱلْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ } * { وَإِلَى ٱلأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ } * { فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ } * { لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ } * { إِلاَّ مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ } * { فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلْعَذَابَ ٱلأَكْبَرَ } * { إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ } * { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ }

القراءة: قرأ أهل البصرة غير سهل وأبو بكر { تصلى } بضم التاء والباقون بفتحها وقرأ ابن كثير وأهل البصرة غير سهل لا يسمع بضم الياء لاغية بالرفع وقرأ نافع لا تسمع بضم التاء لاغية بالرفع وقرأ الباقون لا تسمع بفتح التاء لاغية بالنصب وقرأ أبو جعفر { إيابهم } بتشديد الياء والباقون بالتخفيف وروي عن علي ع أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خَلقُت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نَصبتُ وإلى الأرض كيف سَطحت بفتح أوائل هذه الحروف كلها وضم التاء وعن ابن عباس وقتادة وزيد بن أسلم وزيد بن علي إلا من تولى بالتخفيف. الحجة: حجة من قال تصلى قولهسيصلى ناراً ذات لهب } [المسد: 3] وقولهإلا من هو صال الجحيم } [الصافات: 163] وحجة من قال تصلى قولهثم الجحيم صلّوه } [الحاقة: 31] وصلوه ومثل أصلوه واللاغية مصدر بمنزلة العاقبة والعافية ويجوز أن تكون صفة نحو أن تقول لا تسمع فيها كلمة لاغية والأول أوجه لقوله تعالىلا يسمعون فيها لغواً } [مريم: 62] ولا تسمع على بناء الفعل للمفعول به حسن لأن الخطاب ليس بمصروف إلى واحد بعينه وبناء الفعل للفاعل أيضاً حسن على الشياع في الخطاب وإن كان لواحد وعلى هذا وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً ويجوز أن يكون الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وكل واحد من التاء والياء في تسمع ويسمع حسن على اللفظ وعلى المعنى وأما قوله أيابهم على التشديد فقال أبو الفتح: أنكر أبو حاتم هذه القراءة لأنه حملها على نحو كذَّبوا كِذَّاباً قال: وهذا لا يجوز لأنه كان يجب أوّاباً لأنه فقال فيصح لاحتمال التغيير بالإدغام كقولهم أجلو إذا قال أبو الفتح: يجوز أن يكونوا قلبوا الواو ياء من أواب وإن كانت متحصنة بالإدغام استحساناً للتخفيف لا وجوباً كما قالوا دَيَمْت السماء في دَوَّمَت قال:
هُوَ الجَوادُ ابْنُ الْجَوادِ ابنِ سَبَلْ   إنْ دَيَّموُا جادَ وَإنْ جادُوا وَبَلْ
يريد دَوَّموا وقال ويجوز أن يكون بني من آب فَيْعَلْتُ وأصله أَيْوَبْتُ والمصدر إيواب فقلبت الواو ياء لوقوع الياء ساكنة قبلها ويجوز أن يكون أوبت فوعلت والمصدر على الفيعال كالحيقال من حوقلت أنشد الأصمعي:
يا قَوْمِ قَدْ حَوْقَلْتُ أَوْ دَنَوتُ   وَبَعْدَ حِيقالِ الرَّجالِ الْمَوْتُ
فصار أيواباً فقلبت الوار ياء فصار إياباً وأما قراءة علي ع فالمفعول جميعها محذوف لدلالة المعنى عليه أي كيف خلقتها وكيف رفعتها وكيف نصبتها وسطحتها ومن قرأ إلا من تولى فالافتتاح كلام ومن شرط وجوابه فيعذبه الله أي فهو يعذبه الله وقد تقدَّم القول فيه في مواضع. اللغة: الغاشية المجللة لجميع الجملة غشية يغشاه غشياناً وأغشاه غيره إذا جعله يغشى وغشاه بمعناه ونصب الرجل ينصب نصباً فهو نصب وناصب إذا تعب في العمل والآنية البالغة النهاية في شدّة الحرّ والضريع نبت تأكله الإِبل يضر ولا ينفع وإنما سمي ضريعاً لأنه يشتبه عليها أمره فتظنه كغيره من النبت والأصل من المضارعة والمشابهة والنمارق واحدتها نمرقة والزرابي والبسط الفاخرة واحدتها زربية والمصيطر المتسلط على غيره بالقهر له يقال تصيطر فلان على فلان وصيطر إذا تسلط وقال أبو عبيدة: مصيطر ومبيطر لا ثالث لهما في كلام العرب.

السابقالتالي
2 3 4 5