الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ } * { ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ } * { وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ } * { وَٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ } * { فَجَعَلَهُ غُثَآءً أَحْوَىٰ } * { سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ } * { إِلاَّ مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ } * { وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ } * { فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ } * { سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ } * { وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلأَشْقَى } * { ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } * { ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا } * { قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ } * { وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ } * { بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَفِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ } * { صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ }

القراءة: قرأ الكسائي قدر بالتخفيف وهو قراءة علي ع والباقون قدر بالتشديد وقرأ أبو عمرو وروح وزيد وقتيبة يؤثرون بالياء والباقون بالتاء. الحجة: قد تقدَّم أن قدر في معنى قدر فكلا الوجهين حسن وتؤثرون بالتاء على الخطاب بل أنتم تؤثرون والياء على أنه يريد الأشقين وروي أن ابن مسعود والحسن قرآه. اللغة: الأعلى نظير الأكبر ومعناه العالي بسلطانه وقدرته وكل من دونه في سلطانه ولا يقتضي ذلك المكان قال الفرزدق:
إنَّ الَّذي سَمَكَ السَّماءَ بَنى لنَا   بَيْتـــاً دَعائِمُــهُ أَعَزُّ وَأَطْوَلُ
والغثاء ما يقذف به السيل على جانب الوادي من الحشيش والنبات وأصله الأخلاط من أجناس شتى والعرب تسمي القوم إذا اجتمعوا من قبائل شتى أخلاطاً وغثاء والأحوى الأسود والحوّة السواد قال ذو الرمة:
لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُــوَّةٌ لَعَــسٌ   وَفَي اللِثَّاتِ وَفي أَنْيابِها شَنَبُ
وقال:
قَرْحاءُ حَوَّءُ أًشْراطِيَّةٌ وَكَفَتْ   فَيهَــا الذِّهابُ وَحَفَّتْها الْبَراعِيمُ
والإقراء أخذ القراءة على القارىء بالاستماع لتقويم الزلل والقارىء التالي وأصله الجمع لأنه يجمع الحروف والنسيان ذهاب المعنى عن النفس ونظيره السهو ونقيضه الذكر وهو ذهاب العلم الضروري بما جرت به العادة أن يعلمه وليس بمعنى وقال أبو علي الجبائي: وهو معنى من فعل الله تعالى. الإعراب: الأعلى يحتمل أن يكون جرّاً صفة لرب وأن يكون نصباً صفة لاسم أحوى نصب على الحال من المرعى والتقدير أخرج المرعى أحوى أي أسود لشدة خضرته فجعله غثاء أي جففه حتى صار جافاً كالغثاء ويجوز أن يكون نعتاً لغثاء والتقدير فجعله عثاء أسود والأول أوجه وهو قول الزجاج { ما شاء الله } في موضع نصب على الاستثناء والتقدير سنقرؤك القرآن فلا تنساه إلا ما شاء الله أن تنساه برفع حكمه وتلاوته هو قول الحسن وقتادة. { إن نفعت الذكرى } شرط جزاؤه محذوف يدل عليه قوله { فذكر } والتقدير إن نفعت الذكرى فذكرهم. المعنى: { سبح اسم ربك الأعلى } أي قل سبحان ربي الأعلى عن ابن عباس وقتادة. وقيل: معناه نزّه ربك عن كل ما لا يليق به من الصفات المذمومة والأفعال القبيحة لأن التسبيح هو التنزيه لله عما لا يليق به يجوز أن تقول لا إله إلا هو فتنفي ما لا يجوز في صفته من شريك في عبادته مع الإقرار بأنه الواحد في إلهيته وأراد بالاسم المسمى. وقيل: إنه ذكر الاسم والمراد به تعظيم المسمى كما قال لبيد:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما   
ويحسن بالقارىء إذا قرأ هذه الآية أن يقول سبحان ربي الأعلى وإن كان في الصلاة قال الباقر ع: إذا قرأت { سبح اسم ربك الأعلى } فقل سبحان ربي الأعلى وإن كان فيما بينك وبين نفسك والأعلى معناه القادر الذي لا قادر أقدر منه القاهر لكل أحد.

السابقالتالي
2 3 4 5