الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ } * { ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ } * { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ } * { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ } * { خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ } * { يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ } * { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ } * { يَوْمَ تُبْلَىٰ ٱلسَّرَآئِرُ } * { فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلاَ نَاصِرٍ } * { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ } * { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } * { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } * { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } * { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } * { وَأَكِيدُ كَيْداً } * { فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً }

القراءة: قرأ أبو جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة لمّا عليها بتشديد الميم والباقون بالتخفيف وفي الشواذ قراءة ابن عباس مهّلهم رويداً بغير ألف. الحجة: قال أبو علي: من خفف لما كانت أن عنده المخففة من الثقيلة واللام معها هي اللام التي تدخل مع هذه المخففة لتخلصها من أن النافية وما صلة كالتي في قولهفبما رحمة من الله } [آل عمران: 159] وعما قليل وتكون أن متلقية للقسم كما تتلقاه مثقلة ومن ثقل " لمّا " كانت أن عنده النافية كالتي في قولهفيما إن مكناكم فيه } [الأحقاف: 26] ولما في معنى إلا وهي متلقية للقسم كما يتلقاه " ما " قال أبو الحسن: الثقيلة في معنى إلا والعرب لا تكاد تعرف ذا وقال الكسائي: لا أعرف وجه التثقيل وعن ابن عوف قال قرأت عند ابن سيرين إن كل نفس لما بالتشديد فأنكره قال الزجاج: استعملت لما في موضع إلا في موضعين أحدهما: هذا والآخر في باب القسم تقول سألتك لما فعلتك بمعنى ألا فعلت. اللغة: طرقني فلان إذا أتاني ليلاً وأصل الطرق الدق ومنه المطرقة لأنها يدق بها والطريق لأن المارة تدقه والطارق الآتي ليلاً يحتاج إلى الدق للتنبيه ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً حتى تَسْتَحِدَّ المغيبة وتمشط الشعثة وقالت هند بنت عتبة:
نَحْــــنُ بَنـــاتُ طـــارِقْ   نَمْشِـــي عَلَـــى النَّـمــارِقْ
تريد أن أبانا نجم في شرفه وعلوه وقال الشاعر:
يـا راقِــدَ اللَّيْلِ مَسْرُوراً بِأَوَّلِـهِ   إنَّ الْحَوادِثَ قَدْ يَطْرَقْنَ أَسْحارا
لا تَأْمَنَــنَّ بِلَيْـــلٍ طـاب أَوَّلُهُ   فــرُبَّ آخِــر لَيْــلٍ أَجَّـجَ النَّارا
والنجم الكواكب الطالعة في السماء يقال لكل طالع ناجم تشبيهاً به نجم النبت ونجم السن والقرن والثاقب المضيء النير وثقوبه توقده بنوره والثاقب العالي الشديد العلو والدفق صبُّ الماء الكثير باعتماد قويّ ومثله الدفع فالماء الذي يكون منه الولد يكون دافقاً وهو القاطر المصب وهي النطفة التي يخلق الله منها الولد. وقيل: ماء دافق معناه مدفوق ومثله سرٌ كاتم وعيشة راضية والترائب نواحي الصدر واحدتها تريبة وهو مأخوذ من تذليل حركتها كالتراب قال المثقب:
وَمِــنْ ذَهَــبٍ يُسنُّ عَلى تَرِيبٍ   كَلَوْنِ العاجِ لَيْسَ بذي غضونِ
وقال آخر:
وَالزَّعْفَرانُ عَلى تَرائِبِها   شَرِقاً بِهِ اللَّباتُ وَالصَّدْرُ
والرجع أصله الرجوع وهو الماء الكثير تزدده الرياح تمرّ عليه قال المتنخل في صفة السيف:
أَبْيَضُ كَالرَّجْعِ رَسُوبٌ إذا   مــا ثــاخَ فِـي مُحْتَفَلٍ يَخْتَلِي
قال الزجاج الرجع المطر لأنه يجيء ويرجع ويتكرر والصدع الشق فصدع الأرض انشقاقها بالنبات وضروب الزروع والأشجار. الإعراب: { ما الطارق } ما استفهام والجملة مبتدأ وخبر وهي معلقة بأدراك في موضع المفعول الثاني والثالث وقوله { يوم تبلى السرائر } العامل فيه فعل مضمر يدلّ عليه قوله { على رجعه لقادر } والتقدير يرجعه يوم ابلاء السرائر ولا يجوز أن يعمل فيه المصدر لأنه يكون من صلته وقد فرق بينه وبينه بقوله لقادر ويجوز أن يكون العامل فيه قوله { لقادر } ورويداً صفة لمصدر محذوف وتقديره إمهالاً رويداً.

السابقالتالي
2 3 4