الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } * { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } * { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } * { قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ } * { ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ } * { إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ } * { وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } * { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } * { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ } * { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } * { إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ } * { وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلْوَدُودُ } * { ذُو ٱلْعَرْشِ ٱلْمَجِيدُ } * { فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } * { هَلُ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْجُنُودِ } * { فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ } * { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي تَكْذِيبٍ } * { وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِمْ مُّحِيطٌ } * { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ } * { فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ }

القراءة: قرأ أهل الكوفة غير عاصم وقتيبة المجيد بالجر والباقون بالرفع وقرأ نافع في لوح محفوظ بالرفع والباقون بالجر. الحجة: قال أبو علي: من رفع المجيد كان متبعاً قوله { ذو العرش } ومن جرّ فمن النحويين من جعله وصفاً لقوله ربك { في إن بطش ربك } قال ولا أجعله وصفاً للعرش ومنهم من قال صفة للعرش قال أبو زيد: يقال مجدت الإبل تمجداً مجوداً إذا رعت في أرض مكلئة وشبعت وأمجدت الإبل إذا أشبعتها وقالوا في كل شجر نار واستمجد المرخ والعفار أي صار ماجداً في إيرائه النار. وقيل: استمجد العفار إذا كثر ناره وصفت وحجة نافع في قراءته محفوظ أن القرآن وصف بالحفظ في قوله { وإنا له لحافظون } ومعنى حفظ القرآن أنه يؤمن من تحريفه وتبديله وتغييره فلا يلحقه شيء من ذلك وحجة من جرَّ محفوظاً جعله وصفاً للَّوح فإنهم يقولون اللَّوح المحفوظ. اللغة: الأخدود الشق العظيم في الأرض ومنه ما روي في معجز النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا الشجرة فجعلت تخدّ الأرض خدّاً حتى أتته ومنه الخدّ لمجاري الدموع وتخدد لحمه إذا صار فيه طرائق كالشقوق والوقود ما تشتعل به النار من الحطب وغيره بفتح الواو والوُقود بالضم الإيقاد يقال فتنت الشيء أحرقته والفتين حجارة سود كأنها محرقة وأصل الفتنة الامتحان ثم يستعمل في العذاب. الإعراب: قال الفراء: قتل أصحاب الأخدود جواب القسم كما كان جوابوالشمس وضحاها } [الشمس: 1]قد أفلح من زكاها } [الشمس: 9]. وقيل: إن جواب القسم محذوف وتقديره انَّ الأمر حقّ في الجزاء على الأعمال. وقيل: جواب القسم قوله { إن الذين فتنوا المؤمنين } الآية. وقيل: جواب القسم قوله { إن بطش ربك لشديد } النار بدل من الأخدود وهو بدل الاشتمال لأن الأخدود يشتمل على ما فيه من النار أي النار منه وذات الوقود صفة للنار ويسأل على هذا فيقال كيف خصَّت هذه النار بذا وكل نار لها وقود وأجيب عنها بجوابين. أحدهما: أنه قد يكون نار ليست بذات وقود كنار الحجر ونار الكبد والآخر: أن الوقود معرف فصار مخصوصاً كأنه وقود بعينه كما قالوقودها الناس والحجارة } [البقرة: 24] فكأن الوقود هنا أبدان الناس إذ هم عليها قعود إذ مضاف إلى الجملة وهي ظرف لقوله { قتل أصحاب الأخدود } إذا كان إخباراً لا دعاء وأن يؤمنوا في موضع نصب قوله { نقموا } والتقدير وما نقموا إلا إيمانهم. فرعون وثمود في موضع جرّ بدل من الجنود ويجوز أن يكون في موضع نصب بإضمار فعل كأنه قال أعني فرعون وثمود. قصة أصحاب الأخدود روى مسلم في الصحيح عن هدية بن خالد عن حماد بن سلمة عن ثابت بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8