الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ } * { كِتَابٌ مَّرْقُومٌ } * { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } * { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } * { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ } * { خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ } * { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } * { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ } * { وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ } * { وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤاْ إِلَىٰ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُواْ فَكِهِينَ } * { وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ لَضَالُّونَ } * { وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } * { فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } * { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }

القراءة: قرأ أبو جعفر ويعقوب تُعرف بضم التاء وفتح الراء نضرةٌ بالرفع والباقون تعرف بفتح التاء وكسر الراء نضرةً بالنصب وقرأ الكسائي وحده خاتمه وهي قراءة علي ع وعلقمة والباقون ختامه وقرأ أبو جعفر وحفص فكهين بغير ألف والباقون فاكهين وقرأ حمزة والكسائي هثُّوب الكفار بإدغام اللام في الثاء وقد روي نحوه عن أبي عمرو والباقون بالإِظهار. الحجة: تعرف في وجوههم على الخطاب والمعنى في القراءتين سواء وقال أبو عبيدة: ختامه أي عاقبته قال ابن مقبل:
مِمّــا يُفتّـقُ في الْحانُوتِ باطِنُهَا   بِالْفُلْفُلِ الْجَوْنِ وَالرُّمانِ مَخْتُومُ
قال أبو علي: ختامه مسك والمراد به لذاذة المقطع وذكاء الرائحة وأرجها مع طيب الطعم وهذا كقولهكان مزاجها كافوراً } [الإنسان: 5]وكان مزاجها زنجبيلاً } [الإنسان: 17] أي يحذي اللسان وأما قول الكسائي خاتمه فإن معناه آخره كما كان خاتم النبيين معناه آخرهم فالختام المصدر والخاتم اسم الفاعل كالطابع والتابل والعرب تقول خاتم بالفتح وخاتِم وخاتام وخيتام قال سيبويه: أدغم أبو عمرو هثُّوب الكفار وإدغامها فيها حسن وإن كان دون إدغام اللام في الراء في الحسن لتقاربهما وجاز إدغامها فيها لأنه قد أدغم في الشين فيما قد أنشده من قوله هشّيءُ بكفيك لائق يريد هل شيء. اللغة: عليون علو على علو مضاعف ولهذا جمع الواو والنون تفخيماً لشأنه وتشبيها بما يعقل عظم الشأن وهي مراتب عالية محفوفة بالجلالة قال الشاعر:
فَأَصْبَحَتِ الْمَذاهِبُ قَدْ أَذاعَتْ   بِــهِ الإِعْصـارُ بَعْـــدَ الْوابِلِينا
يريد قطراً بعد قطر غير محدود العدد وكذلك تفخيم شأن العدد الذي ليس على الواحد نحو ثلاثون وأربعون إلى التسعين وجرت العشرون عليه وقال الزجاج: عليون اسم لأعلى الأمكنة وإعرابه كإعراب الجمع لأنه على لفظ الجمع كما تقول هذا قنسرون ورأيت قنسرين والأرائك الأسرة في الحجال والرحيق الشراب الذي لا غشّ فيه قال حسان:
يَسْقُونَ مِنْ وَرَدَ الْبَرِيصَ عَلَيْهِمِ   بَرَدى تُصَفَّقُ بِالرَّحِيقِ السَّلْسَلِ
قال الخليل: هي أفضل الخمر وأجودها والتنافس تمني كل واحد من النفسين مثل الشيء النفيس الذي للنفس الأخرى أن يكون له تنافسوا في الشيء تنافساً ونافسه فيه منافسة ونفس عليه بالشيء ينفس نفاسة إذا ضنَّ به لجلالة قدره عنده وذلك الشيء الذي ينفس به نفيس والمزج خلط مائع بمائع على خلاف صفته كمزج الشراب بالماء والتسنيم عين ماء يجري من علو إلى أسفل يتسنم عليهم من الغرف واشتقاقه من السنام وسنمت العين تسنيماً إذا أجريتها عليهم من فوقهم والتغامز إشارة بعضهم إلى بعض بالأعين استهزاء وطلباً للعيب يقال غمز بجفنه إذا أشار والفاكهون اللاهون والفكهون المرحون الأشرون والفكاهة المزاح وأصل الثواب من الرجوع كأنه يرجع على العامل بعمله وثاب عليه عقله إذا رجع.

السابقالتالي
2 3 4 5