الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } * { وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ } * { وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ } * { بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ } * { وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ } * { وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ } * { وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } * { عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ }

القراءة: قرأ ابن كثير وأهل البصرة سجرت بالتخفيف والباقون بالتشديد وقرأ أهل المدينة وابن عامر وعاصم ويعقوب وسهل نشرت بالتخفيف والباقون بالتشديد وقرأ أهل المدينة وابن عامر ورويس وعاصم غير يحيى وحماد سعرت بالثشديد والباقون بالتخفيف وقرأ أبو جعفر قتلت بالتشديد والباقون بالتخفيف وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع وإذا المَوَدَّةُ سئلت بفتح الميم والواو وروي ذلك عن ابن عباس أيضاً وروي عن أمير المؤمنين ع { وإذا الموءدة سَئَلت بأيّ ذنب قتلت } وهو قراءة ابن عباس ويحيى بن يعمر ومجاهد وأبي الضحى وجابر بن زيد. الحجة: قال أبو علي: حجة سجرت قولهوالبحر المسجور } [الطور: 6]. وقيل: في البحر المسجور أنه الفارغ والمتتلىء ومنه الممتلىء قول الشاعر في صفة وعل:
إِذا شـاءَ طالَــعَ مَسْجُورَةً   تَرى حَوْلَهَا النَّبْعَ والساسِما
وحجة تشديد نشرت قولهصحفاً منشرة } [المدثر: 52] وحجة سعرت بالتخفيف قولهوكفى بجهنم سعيراً } [النساء: 55] فسعير فعيل بمعنى مفعول وهذا إنما يجيء من فعل وحجة من قال سجرت أن الفعل مسند إلى ضمير كثرة من باب غلقت الأبواب وحجة نشرت خفيفة قولهفي رقّ منشور } [الطور: 3] وحجة سعرت مشددةكلما خبت زدناهم سعيراً } [الإسراء: 97] فهذا يدل على كثرة وشيء بعد شيء فحقه التشديد. ومن قرأ وإذا المؤودة سَألت بفتح السين جعل الموؤدة موصوفة بالسؤال وبالقول بأيّ ذنب قتلت ويمكن أن يكون الله سبحانه أكملها في تلك الحال وأقدرها على النطق حتى قالت ذلك القول ويعضده ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " يجيء المقتول ظلماً يوم القيامة وأوداجه تشخب دماً اللون لون الدم والريح ريح المسك متعلقاً بقاتله يقول يا رب سل هذا فيم قتلني " ومن قرأ: قتلت بالتشديد فالمراد به تكرار الفعل لأن المراد بالموؤدة هنا الجنس فإرادة التكرار جائزة وأما من قرأ الموَدَّة بفتح الميم والواو فالمراد بذلك الرحم والقرابة وأنه يسأل قاطعها عن سبب قطعها وروي عن ابن عباس أنه قال هو من قتل في مودَّتنا أهل البيت ع وعن أبي جعفر ع قال: يعني قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قتل في جهاد وفي رواية أخرى قال هو من قتل في مودتنا وولايتنا. اللغة: التكوير التلفيف على جهة الاستدارة ومنه كور العمامة كرت العمامة على رأسي أكورها كوراً وكورتها تكويراً وطعنه فكوره إذا ألقاه مجتمعاً ونعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر أي من النقصان بعد الزيادة والانكدار انقلاب الشيء حتى يصير أعلاه أسفله بما لو كان ماء لتكدر وأصله الانصباب قال العجاج:
أبْصَـرَ خِرْبــانَ فَضــاءٍ فَانْكَـــدَرْ   
والعشار جمع عشراء وهي الناقة التي قد أتى عليها عشرة أشهر من حملها والناقة إذا وضعت لتمام ففي سنة وأصل السجر الملأ قال لبيد:

السابقالتالي
2 3 4