الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ } * { أَن جَآءَهُ ٱلأَعْمَىٰ } * { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ } * { أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } * { أَمَّا مَنِ ٱسْتَغْنَىٰ } * { فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ } * { وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّىٰ } * { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } * { وَهُوَ يَخْشَىٰ } * { فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } * { كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } * { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } * { فَي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ } * { مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ } * { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ } * { كِرَامٍ بَرَرَةٍ } * { قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ } * { مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ } * { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } * { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُ } * { ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ } * { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } * { كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ }

القراءة: قرأ عاصم غير الأعشى والبرجمي فتنفعه بالنصب والباقون بالرفع وقرأ أهل الحجاز تصدى بالتشديد والباقون تصدى بتخفيف الصاد وفي الشواذ قراءة الحسن أن جاءه وقراءة أبي جعفر الباقر ع تصدى بضم التاء وفتح الصاد وتلهَّى بضم التاء أيضاً وقراءة أبي حيوة وشعيب بن أبي حمزة نشره بغير ألف. الحجة: قال أبو علي: من قرأ فتنفعه بالرفع عطفه على ما تقدم من المرفوع ومن قرأ بالنصب فعلى أنه جواب بالفاء لأن المتقدم غير موجب فكأن قوله تعالى يذكر المعطوف على يزكى في معنى لعله يكون منه تذكر فانتفاع وكذا قولهلعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع } [غافر: 36 37] وقوله { تصدى } أي تعرض فمن قرأ بتشديد الصاد أدغم التاء في الصاد ومن قرأ بالتخفيف أراد تتصدى فحذف التاء ولم يدغمها وقرأ ابن فليح والبزي عن ابن كثير تلهى بتشديد التاء على أنه شبه المنفصل بالمتصل وجاز وقوع الساكن بعد اللين كما جاز تمود الثوب في المتصل. وحكى سيبويه فلا تناجوا ومن قرأ أن جاءه بلفظ الاستفهام فتقديره الآن جاءه الأعمى وكان ذلك منه فعلق أن يفعل بمحذوف دلَّ عليه عبس وتولى وأما على القراءة المشهورة فإن جاءه في موضع نصب بتولى لأنه الفعل الأقرب منه فكأنه قال تولى لمجيء الأعمى وهو مفعول به ومن قرأ تُصدَّى فالمعنى يدعوك داع من زينة الدنيا وبشارتها إلى التصدي له والإقبال عليه وعلى ذلك قوله { تلهَّى } أيضاً أي تصرف عنه ومن قرأ نشره فعلى أنه لغة في أنشره. اللغة: التصدي التعرض للشيء كتعرض الصدا من الماء والصحف جمع صحيفة والعرب تسمي كل مكتوب فيه صحيفة كما تسميه كتاباً رقا كان أو غيره والسفرة الكتبة لأسفار الحكمة واحدهم سافر وواحد الأسفار سفر وأصله الكشف من قولهم سفرت المرأة إذا كشفت عن وجهها وسفرت القوم إذا أصلحت بينهم قال:
وَمَا أَدَعُ السِّفارَةَ بَيْنََ قَوْمي   وَمـا أَمْشي بِغِشٍّ إنْ مَشَيْتُ
والبررة جمع بارّ وهو فاعل البرّ والبر فعل النفع اجتلاباً للمودَّة وأصله اتساع النفع ومنه البرُّ سمي به تفاؤلاً باتساع النفع به وأقبره جعل له قبراً فالإقبار جعل القبر لدفن الميت فيه ويقال أقبرني فلاناً أي اجعلني أقبره والقابر الدافن للميت بيده قال الأعشى:
لَوْ أَسْنَدَتْ مَيْتاً إلى نَحْرِها   عــاشَ وَلَـمْ يُنْقَل إلى قابرِ
حَتَّى يَقُولَ النَّاسُ مِمّا رَأَوْا   يــا عَجَباً لِلْمَيِّــــتِ النَّاشِــرِ
والإنشار الإحياء للتصرف بعد الموت كنشر الثوب بعد الطي. الإعراب: { ثم السبيل يسره } انتصب السبيل بفعل مضمر يفسّره هذا الظاهر تقديره ثم يسر السبيل يسره له أي للإنسان ثم حذف الجار والمجرور وقوله كلا لما يقض ما أمره أي ما أمره به فحذف الباء فصار التقدير ما أمرهُهُ فحذف الهاء الأولى فصار ما أمره فالهاء الباقية لما الموصولة والهاء المحذوفة للإنسان.

السابقالتالي
2 3 4