الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ يِٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }

المعنى: { يا أيها الذين آمنوا } أي يا أيها المؤمنون { إن تتقوا الله } أي إن تتقوا عقاب الله باتقاء معاصيه وأداء فرائضه { يجعل لكم فرقاناً } أي هداية ونوراً في قلوبكم تفرّقون بها بين الحق والباطل عن ابن جريج وابن زيد وقيل معناه يجعل لكم مخرجاً في الدنيا والآخرة عن مجاهد. وقيل: يجعل لكم نجاة عن السدي. وقيل: يجعل لكم فتحاً ونصراً كما قاليوم الفرقان يوم التقى الجمعان } [الأنفال: 41] عن الفراء. وقيل: يجعل لكم عِزّاً في الدنيا وثواباً في الآخرة وعقوبة وخذلاناً لأعدائكم وذلاً وعقاباً كل ذلك يفرّق بينكم وبينهم في الدنيا والآخرة عن الجبائي. { ويكفّر عنكم سيئاتكم } التي عملتموها { ويغفر لكم } ذنوبكم { والله ذو الفضل العظيم } على خلقه بما أنعم عليهم من أنواع النعم فإذا ابتدأهم بالفضل العظيم من غير استحقاق كرماً منه وجوداً فإنه لا يمنعهم ما استحقّوه بطاعاتهم له. وقيل: معناه إذا ابتدأ بنعيم الدنيا من غير استحقاق فعليه إتمام ذلك بنعيم الآخرة باستحقاق وغير استحقاق. النظم: قيل: اتصلت الآية بأول السورة من الأمر بالجهاد وتقديره أن تتقوا الله ولم تخالفوه فيما أمركم به من الجهاد يجعل لكم فرقاناً. وقيل: إنه لما أمر بالطاعة وترك الخيانة بيَّن بعده ما أعدَّه لمن امتثل أمره في الدنيا والآخرة.