الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً } * { وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً } * { وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً } * { فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً } * { فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً } * { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ } * { تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ } * { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } * { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } * { يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ } * { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } * { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } * { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } * { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ }

القراءة: قرأ أهل الكوفة غير حفص وقتيبة ونصير ورويس عن يعقوب ناخرة بالألف والباقون نخرة بغير ألف وروى أبو عمرو الدوري وحمدون عن الكسائي ناخرة ونخرة لا يبالي كيف قرأ وفي الشواذ قراءة أبي حياة الحَفِرَة بغير ألف وقرأ نافع غير قالون ويعقوب إنا لمردودون بهمزة واحدة غير ممدودة إذا كنا بغير استفهام وقرأ ابن عامر والكسائي أءنا لمردودون بهمزتين إذا كنا كما تقدَّم وقرأ ابن كثير إنا إذا كنا بالاستفهام فيهما بهمزة واحدة غير ممدودة وقرأ أبو عمرو بالاستفهام فيهما بهمزة ممدودة وقرأ عاصم وحمزة وخلف فيهما بهمزتين مميزتين وقد تقدَّم ذكر هذا مشروحاً في مواضع. الحجة: نخرة وناخرة لغتان وقال الفراء النخرة البالية والناخرة المجوفة قال الزجاج ناخرة أكثر وأجود لشبه أواخر الآي بعضها ببعض نحو الخاسرة والحافرة وأما الوجه في الحَفِرَة فهو أن يكون أراد الحافرة كقراءة الجماعة فحذف الألف تخفيفاً كما في قوله:
أَصْبَــــحَ قَلْبِــــي صَــــرِدا   
لا يَــشْــتَــهِــــي أَنْ يَـــــرِدا   
إلاّ عَـــــــــراداً عَــــــــــرِدا   
أي عارداً. اللغة: الغرق اسم أُقيم مقام المصدر وهو الإغراق يقال أغرق في النزع إذا استوفى في مدّ القوس وبالغ فيه والنشط النزع أيضاً ومنه حديث أم سلمة فجاء عمار وكان أخاها من الرضاعة ونشط زينب من حجرها أي نزعها ونشط الوحش من بلد إلى بلد إذا خرج بنشاط والهموم تنشط بصاحبها أي تخرج به من حال إلى حال قال هميان بن قحافة:
أَمْسَـــتْ هُمُومِي تَنْشِطُ الْمَناشِطا   الشَّامَ بِي طَوْراً وطَوْراً واسِطا
وأنشطت العقدة حللتها ونشطتها عقدتها قالوا كأنما أنشط من عقال والأنشوطة العقدة تنحل إذا مدَّ طرفاها يقال ما عقاله بأنشوطة والرجف حركة الشيء من تحت غيره بترديد واضطراب والرجفة الزلزلة العظيمة وأرجفوا أي أزعجوا الناس باضطراب الأمور وكل شيء تبع شيئاً فقد ردفه وأرداف النجوم تواليها يتبع بعضها بعضاً وأرداف الملوك في الجاهلية الذين يخلفون الملوك والردفان الليل والنهار والوجيف شدة الاضطراب وقلب واجف مضطرب والوجيف سرعة السير وأوجف في السير أسرع وأزعج الركاب فيه والحافرة بمعنى المحفورة مثل ماء دافق أي مدفوق. وقيل: الحافرة الأرض المحفورة ورجع الشيخ في حافرته أي رجع من حيث جاء وذلك كرجوع القهقرى قال:
أَحافِرَةً عَلَى صَلْعٍ وَشَيْبٍ   مَعــــاذَ اللهِ مِــــنْ سَفَـــهٍ وَعارِ
أي أرجوعاً إلى حال الشباب وأوله ويقال النقد عند الحافر أي لا يزول حافر الفرس حتى ينقد الثمن لأنه لكرامته لا يباع نسيئة ثم كثر حتى قيل في غير الحافرة. والساهرة وجه الأرض والعرب تسمي وجه الأرض من الفلاة ساهرة أي ذات سهر لأنه يسهر فيها خوفاً منها قال أمية بن أبي الصلت:
وَفِيها لَحْمُ ساهِرَةٍ وَبَحْرٍ   وَمـــا فاهُــوا بِهِ لَهُمُ مُقِيمُ

السابقالتالي
2 3 4