الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ } * { عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } * { ٱلَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ } * { كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } * { ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } * { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَٰداً } * { وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً } * { وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً } * { وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً } * { وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ لِبَاساً } * { وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشاً } * { وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً } * { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً } * { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً } * { لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً } * { وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً }

القراءة: في الشواذ قراءة عكرمة وعيسى بن عمر { يتساءلون } وقرأ ابن الزبير وابن عباس وقتادة { وأنزلنا بالمعصرات }. الحجة: قال ابن جني: إثبات الألف في ما الاستفهامية إذا دخل عليها حرف جر أضعف اللغتين وروينا عن قطرب لحسان:
عَلى ما قامَ يَشْتِمُني لَئِيمٌ   كَخِنْزِيرٍ تَمَرَّغَ في رِمادِ
وقال في قوله بالمعصرات إذا أنزل منها فقد أنزل بها كقولهم أعطيته من يدي شيئاً وبيدي شيئاً والمعنى واحد ومعنى من هنا ابتداء الغاية أي كان مبتدأ العطية من يده. اللغة: النبأ الخبر العظيم الشأن ومنه النبيء على مذهب من يهمز والمهاد الوطاء ومهد الشيء تمهيداً أي وطأه توطية والوتد المسمار إلا أنه أغلظ منه والسبات قطع العمل للراحة ومنه سبت أنفه إذا قطعه ومنه يوم السبت أي يوم قطع العمل على ما جرت به العادة في شرع موسى ع والوهاج الوقاد وهو المشتعل بالنور العظيم والمعصرات السحائب تعتصر بالمطر كأن السحاب يحمل الماء ثم تعصره الرياح وترسله كإرسال الماء بعصر الثوب وعُصِرَ القوم مطروا والثجاج الدِّفاع في انصبابه كثج دماءِ البدن. يقال: ثججت دمه أثجُّه ثجاً وقد ثج الدم يثج ثجوجاً وفي الحديث: " أفضل الحج العج والثج " فالعج رفع الصوت بالتلبية والثج إسالة دم الهدي والألفاف الأخلاط المتداخلة يدور بعضها على بعض واحدها لف ولفيف. وقيل: شجرة لفاء وأشجار لف بضم اللام وجنات الفاف. الإِعراب: { عمَّ } أصله عن ما جعل النون ميماً وأدغم في الميم وحذفت الألف لاتصال ما بحرف الجر حتى صارت كالجزء منه وليحصل الفرق بين الاستفهام والخبر وهذه الحروف التي تسقط معها هذه الألف ثمانية عَنْ تقول عمَّ ومِنْ تقول مِمَّ والباء نحو بِمَ واللام نحو لِمَ وفي نحو فِيمَ وإلى نحو إلى م وعلى نحو على م وحتى نحو حتّى مَ قال البصير جامع العلوم النحوي عن النبأ العظيم لا يكون بدلاً من عم لأنه لو كان بدلاً لوجب تكرار ما لأن الجار المتصل بحرف الاستفهام إذا أعيد أعيد مع الحرف المستفهم به كقولك بكم ثوبك أبعشرين أم بثلاثين ولا يجوز بعشرين من غير همزة فإذا كان كذلك كان قوله عن النبأ متعلقاً بفعل آخر دون هذا الظاهر. المعنى: { عم يتساءلون } قالوا لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرهم بتوحيد الله تعالى وبالبعث بعد الموت وتلا عليهم القرآن جعلوا يتساءلون بينهم أي يسأل بعضهم بعضاً على طريق الإِنكار والتعجب فيقولون ماذا جاء به محمد وما الذي أتى به فأنزل الله تعالى عمَّ يتساءلون أي عن أيّ شيء يتساءلون قال الزجاج: اللفظ لفظ الاستفهام والمراد تفخيم القصة كما تقول أيّ شيء زيد إذا عظمت شأنه.

السابقالتالي
2