الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً } * { إِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً } * { إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً } * { إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاَسِلاَ وَأَغْلاَلاً وَسَعِيراً } * { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً } * { عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً } * { يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً } * { وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً } * { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً } * { إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً }

القراءة: قرأ أهل المدينة وأبو بكر عن عاصم والكسائي { سلاسلاً } بالتنوين وكذلك قواريراً ويقفون بالألف على الجميع وقرأ ابن كثير وخلف سلاسل بغير تنوين وقواريراً قوارير الأول بالتنوين والثاني بغير تنوين ويقفان على سلاسل وقوارير الثانية بغير الألف وقرأ حمزة ويعقوب بغير تنوين في الجميع ويقفان بغير ألف عليها وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحفص بغير تنوين فيها أيضاً إلا أنهم يقفون على سلاسل وقواريراً الأولى بالألف وعلى قوارير الثانية بغير ألف غير أن شجاعاً يقف على سلاسل أيضاً بغير ألف. الحجة: قال أبو علي: حجة من صرف سلاسلاً وقواريراً في الوصل والوقف أمران أحدهما: أن أبا الحسن قال سمعنا من العرب من يصرف هذا ويصرف جميع ما لا ينصرف قال وهذه لغة أهل الشعر لأنهم اضطروا إليه في الشعر فصرفوه فجرت ألسنتهم على ذلك واحتملوا ذلك في الشعر لأنه يحتمل الزيادة كما يحتمل النقص فاحتملوا زيادة التنوين والأمر الآخر: أن هذه الجموع أشبهت الآحاد لأنهم قالوا صواحبات يوسف فلما جمعت جمع الآحاد المنصرفة جعلوه في حكمها فصرفوها قال أبو الحسن: وكثير من العرب يقول مواليات يريد الموالي وأنشد للفرزدق:
فَـإذَا الرِّجالُ رَأَوْا يَزِيدَ رَأَيْتَهُمْ   خُضُعَ الرِّقابِ نَواكِسَ الأَبْصارِ
فهذا كأنه جمع نواكس ومن قرأ بغير تنوين ولا ألف فإنه جعله كقولهلهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد } [الحج: 40] وإلحاق الألف في سلاسل وقوارير كإلحاقه في قوله الظنونا والسبيلا والرسولا يشبه ذلك بالإطلاق في القوافي من حيث كانت مثلها في أنها كلام تام. اللغة: الدهر مرور الليل والنهار وجمعه أدهر ودهور وأصل النطفة الماء القليل وقد تقع على الكثير قال أمير المؤمنين ع حين ذكر الخوارج: مصارعهم دون النطفة يريد النهروان والجمع نطاف ونطف قال الشاعر:
وَمَــا النَّفْسُ إلاَّ نُطْفَـــةً بِقَرارَةٍ   إذا لَمْ تُكَدَّرْ كانَ صَفْواً غَدِيرُها
وواحد الأمشاج مشيج ومشجت هذا بهذا أي خلطته وهو ممشوج ومشيج وواحد الأبرار بارّ نحو ناصر وأنصار وبر أيضاً والكأس الإناء إذا كان فيه شراب قال عمرو بن كلثوم:
صَدَدْتِ الْكَأْسَ عَنّا أُمَّ عَمْروٍ   وَكـانَ الْكَأْسُ مَجْراهَا الْيَمِينا
وأوفى بالعقد ووفى به فأوفى لغة أهل الحجاز ووفى لغة تميم وأهل نجد والنذر عقد عملي فعل بّر يوجبه الإنسان على نفسه نذر ينذر قال عنترة:
الشَّاتِمَيْ عِرْضِي ولم أشْتُمْهُما   وَالنَّاذِرَيْــنَ إذا لَــمْ ألْقَهُما دَمي
أي يقولان إن لقينا عنترة لنقتلنه والمستطير المنتشر قال الأعشى:
فَبانَتْ وَقَدْ أسَأرَتْ فِي الْفُؤ   ادِ صَدْعـاً عَلى نَأْيِها مُسْتَطِيرا
والقمطرير الشديد في الشر وقد اقمطر اليوم اقمطراراً ويوم قمطرير وقماطر كأنه قد التفّ شرّه بعضه على بعض قال الشاعر:
بَنِي عَمِّنا هَلْ تَذْكُرُونَ بَلأَنا   عَلَيْكُــمْ إذا مـا كانْ يَوْمٌ قَماطِرُ

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8