الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ } * { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } * { وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ } * { وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ } * { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ } * { فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّىٰ } * { وَلَـٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } * { ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰ أَهْلِهِ يَتَمَطَّىٰ } * { أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ } * { ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ } * { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى } * { أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ } * { ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ } * { فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } * { أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ }

القراءة: قرأ حفص ورويس يمنى بالياء والباقون بالتاء. الحجة: قال أبو علي: من قرأ بالتاء حمله على النطفة أي لم يك نطفة تمنى من مني ومن قرأ بالياء حمله على المني أي من مني يمني يقدر خلق الإنسان وغيره منها قال:
مَنَتْ لَكَ أَنْ تَلْقَى ابْنَ هِنْدٍ مَنِيَّةٌ   وَفارِسَ مَيّـاسٍ إذا مـا تَلَبَّبــا
وقال آخر:
لَعَمْرُ أَبي عَمْرٍو لَقَدْ ساقَهُ الْمَنى   إلى جَدَثٍ يُؤْزى لَـهُ بِالأَهاضِــبِ
أي ساقه القدر. اللغة: التراقي جمع الترقوة وهو مقدّم الحلق من أعلى الصدر تترقى إليه النفس عند الموت وإليه يتراقى البخار من الجوف وهناك تقع الحشرجة قال ذو الرمة:
وَرُبَّ عَظِيَمةٍ دَافَعْت عَنْها   وَقَـــدْ بَلَغَتْ نُفُوسُهُمُ التَّراقي
والراقي طالب الشفاء رقاه يرقيه رقية إذا طلب له شفاء بأسماء الله الشريفة وآيات كتابه العظيمة وأما العوذة فهي البلية بكلمات الله تعالى وتقول العرب الحرب على ساق يعنون شدة الأمر قال:
فَإذْ شَمَّرَتْ لَكَ عَنْ ساقِها   فَوَيْهـاً رَبيــعَ وَلا تَسْأَمِ
والمطّي تمدد البدن من الكسل وأصله أن يلوي مطاه أي ظهره. وقيل: أصله يتمطط فجعل إحدى الطائين ياء وهو من المط بمعنى المدّ كقولهم تظنيت وأمليت ونحو ذلك ونهى عن مشية المطيطاء وذلك أن يلقي الرجل يديه مع التكفي في مشيته. أولى لك كلمة وعيد وتهديد قالت الخنساء:
هممت بنفسي كل الهموم   فأولـى بنفسـي أولى لها
والسدى المهمل والعلقة القطعة من الدم المنعقد. الإعراب: في إعراب أولى وجوه: أحدها: أن يكون مبتدأ وخبره لك. والآخر: أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره الشر أولى لك فعلى هذا يكون اللام في لك للاختصاص كأنه قال: الشر أولى لك من الخير ويجوز أن يكون بمعنى من من تقديره الشر أقرب منك وسدى منصوب على الحال من قوله يترك. المعنى: ثم بيَّن سبحانه حالهم عند النزع فقال { كلا } أي ليس يؤمن الكافر بهذا. وقيل: معناه حقاً { إذا بلغت } النفس أو الروح ولم يذكره لدلالة الكلام عليه كما قال ما ترك على ظهرها من دابة يعني على ظهر الأرض { التراقي } أي العظام المكتنفة بالحلق وكنّى بذلك عن الإشفاء على الموت. وقيل: من راق أي وقال: من حضره من أهله هل من راق أي طبيب شاف يرقيه ويداويه فلا يجدونه عن أبي قلابة والضحاك وقتادة وابن زيد قال قتادة: التمسوا له الأطباء فلم يغنوا عنه من عذاب الله شيئاً. وقيل: إن معناه قالت الملائكة من يرقى بروحه أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب عن ابن عباس ومقاتل قال أبو العالية تختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب أيّهم يرقى روحه وقال الضحاك أهل الدنيا يجهزون البدن وأهل الآخرة يجهزون الروح. { وظن أنه الفراق } أي وعلم عند ذلك هذا الذي بلغت روحه تراقيها أنه الفراق من الدنيا والأهل والمال والولد والفراق ضدُّ الوصال وهو بعادُ الأُلاَّف وجاء في الحديث:

السابقالتالي
2 3