الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } * { وَلاَ أُقْسِمُ بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ } * { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ } * { بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ } * { بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } * { يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ } * { فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ } * { وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ } * { وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } * { يَقُولُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ ٱلْمَفَرُّ } * { كَلاَّ لاَ وَزَرَ } * { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمُسْتَقَرُّ } * { يُنَبَّأُ ٱلإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ } * { بَلِ ٱلإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } * { وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ }

القراءة: قرأ القواس لأقسم والباقون لا أقسم ولم يختلفوا في الثاني أنه ولا أقسم وقرأ أهل المدينة بَرَق البصر بفتح الراء والباقون بَرِق بالكسر وفي الشواذ قراءة ابن عباس وعكرمة وأيوب السختياني والحسن المَفِر بفتح الميم وكسر الفاء وقراءة الزهري المِفَر بكسر الميم وفتح الفاء. الحجة: قال أبو علي: من قرأ { لا أقسم بيوم القيامة } كانت لا على قوله { صلة } كالتي في قولهلئلا يعلم أهل الكتاب } [الحديد: 29] فإن قلت لا وما والحروف التي هُنَّ زوائد إنما تكون بين كلامين كقولهمما خطيئاتهم } [نوح: 25] وفبما رحمة من الله } [آل عمران: 159] وفبما نقضهم } [النساء: 155] و[المائدة: 13] ولا تكاد تزاد أولاً فقد قالوا إن مجاري القرآن مجاري الكلام والواحد والسورة الواحد قال: والذي يدل على ذلك أنه قد يذكر الشيء في سورة ويجيء جوابه في سورة أخرى كقولهيا أيها الذي نزّل عليه الذكر إنك لمجنون } [الحجر: 6] جاء جوابه في سورة أخرىما أنت بنعمة ربك بمجنون } [القلم: 2] فلا فصل على هذا بين قوله لئلا يعلم وبين قوله لا أقسم فأما من قرأ لأقسم فإن اللام تجوز أن تكون اللام التي تصحبها إحدى النونين في أكثر الأمر وقد حكى ذلك سيبويه وأجازه وكما لم يلحق النون مع الفعل الآتي في لأقسم كذلك لم يلحق اللام مع النون في نحو قول الشاعر:
وَقَتِيلُ مُرَّةَ أَثْأَرَنَّ فَإنَّهُ   فَرْغٌ وَإنَّ أَخاكُمُ لَمْ يُثْأَرِ
يريد لأثأرن فحذف اللام ويجوز أن يكون اللام لحقت فعل الحال وإذا كان المثال للحال لم يتبعها النون لأن هذه النون التي تلحق الفعل في أكثر الأمر إنما هي للفصل بين فعل الحال والفعل الآتي وقد يمكن أن يكون لا ردّاً لكلام وزعموا أن الحسن قرأ { لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة } وقال أقسم بالأولى ولم يقسم بالثانية وحكي نحو ذلك عن ابن أبي إسحاق أيضاً وذكر أبو علي في غير كتاب الحجة أن اللام زيادة لأن القسم لا يدخل على القسم وقال ابن جني: ينبغي أن تكون هذه اللام لام الابتداء أي لأنا أقسم بيوم القيامة وحذف المبتدأ للعلم به. وقال أبو الحسن: برق البصر أكثر في كلام العرب والمفتوحة لغة. قال الزجاج: من قرأ برق فمعناه فزع وتحيَّر ومن قرأ بَرق فهو من بريق العينين وقال أبو عبيدة: برق البصر إذا شقَّ وأنشد:
لَمّا أَتانِي ابنُ صَبِيحِ راغِباً   أًعْطَيْتُهُ عَيْساءَ مِنْها فَبَرَقْ
والمفر الفرار والمَفِرّ بكسر الفاء الموضع الذي يفرُّ إليه والمَفِرّ بكسر الميم وفتح الفاء الإنسان الجيد الفرار وقال امرؤ القيس:
مِكَــرٍّ مِفَــرٍّ مُقْبِــلٍ مُدْبِـرٍ مَعاً   كَجُلْمُودٍ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
الإِعراب: { بلى قادرين } نصب على الحال والتقدير بلى بجمعها قادرين فالعامل في الحال محذوف لدلالة ما تقدَّم عليه كما في قوله

السابقالتالي
2 3 4