الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ كَلاَّ وَٱلْقَمَرِ } * { وَٱللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } * { وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ } * { إِنَّهَا لإِحْدَى ٱلْكُبَرِ } * { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } * { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } * { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } * { إِلاَّ أَصْحَابَ ٱلْيَمِينِ } * { فِي جَنَّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ } * { عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ } * { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } * { قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ } * { وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ } * { وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلُخَآئِضِينَ } * { وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } * { حَتَّىٰ أَتَانَا ٱلْيَقِينُ } * { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ ٱلشَّافِعِينَ } * { فَمَا لَهُمْ عَنِ ٱلتَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ } * { كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ } * { فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ } * { بَلْ يُرِيدُ كُلُّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَىٰ صُحُفاً مُّنَشَّرَةً } * { كَلاَّ بَل لاَّ يَخَافُونَ ٱلآخِرَةَ } * { كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ } * { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } * { وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ }

القراءة: قرأ نافع وحمزة ويعقوب وخلف إذ بغير ألف أدبر بالألف والباقون إذا بالألف دبر بغير الألف وقرأ أهل المدينة وابن عامر مستنفرة بفتح الفاء والباقون بكسر الفاء وفي الشواذ قراءة بعضهم يرويه عن ابن كثير أنها لحد الكبر بلا همزة وقراءة سعيد بن جبير صُحْفَاً مُنْشرة بسكون الحاء والنون. الحجة: أبو علي قال يونس: دبر انقضى وأدبر تولى قال قتادة: والليل إذا أدبر إذا ولى ويقال دبر وأدبر وقال والتخفيف في لإحدى الكبر أن يجعل فيها الهمزة بين بين نحو سيم فأما حذف الهمزة فليس بقياس ووجه ذلك أن الهمزة حذفت حذفاً كما حذفت في قوله:
وَيْلُمِّهــا فِــي هَــواءِ الجَوَّ طالِبُها   وَلا كَهذَا الَّذي فِي الأَرْضِ مَطْلُوبُ
وقد جاء ذلك في مواضع من الشعر قال أبو الأسود لزياد:
يا بَا المُغَيْرَةِ رُبَّ أَمْرٍ مُعْضَلٍ   فَرَّجْتَــهُ بِالنُّكْرِ مِنّي وَالدَّهاء
وقال آخر:
إنْ لم أُقاتِلْ فَالبِسُوني بُرْقَعاً   وَفَتَخـاتٍ فِـي الْيَدَيْنِ أَرْبَعا
وأنشد أحمد بن يحيى:
إنْ كانَ حُزْنٌ لَكَ با فُقَيْمَة   باعَــكَ عَبْداً بِأخَسِّ قِيمَة
وقال الفرزدق:
وَعَلَيْكَ إثْـمُ عَطِيَّةِ بْن الْخَطّفي   وَاثْمُ الَّتي زَجَرَتْكَ إنْ لَمْ تَجْهَدِ
قال: والكسر في مستنفرة أولى لقوله فرت من قسورة فهذا يدل على أنها هي استنفرت ويقال: نفر واستنفر مثل سخر واستسخر وعجب واستعجب ومن قال مستنفَرة فكأن القسورة استنفرتها والرامي قال أبو عبيدة مستنفرة مذعورة وأنشد الزجاج:
إِمْســكْ حِمارَكَ إنَّـهُ مُسْتَنْفَرٌ   في إثْرِ أَحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ
ورويت بالكسر أيضاً قال ابن سلام سألت أبا سوار العرني وكان أعرابياً فصيحاً قارئاً للقرآن فقلت كأنهم حمر ماذا قال حمر مستنفَرة طردها قسورة قلت إنما هو فرَّت من قسورة فقال أفرَّت قلت: نعم. فقال: مستنفرة. قال ابن جني: أما سكون الحاء من صحف فلغة تميمية وأما منشرة بسكون النون فإن العرف في الاستعمال نشرت الثوب وغيره وأنشر الله الموتى فنشروا هم قال وقد جاء عنهم أيضاً نشر الله الميت قال المتنبي:
رَدَّت صَنائعُهُ إلَيْهِ حَياتَهُ   فَكَأَنَّهُ مِنْ نَشْرِها مَنْشُورُ
ولم نعلمهم قالوا أنشرت الثوب ونحوه إلا أنه يجوز أن يشبه بشيء وكما جاز أن يشبه الميت بالشيء المطوي حتى قال المتنبي: منشور فكذلك يجوز أن يشبه المطوي بالميت فيقال صحف منشرة أي كأنها بطيها ميتة فلما نشرت قيل منشرة. اللغة: اليقين العلم الذي يوجد برد الثقة به في الصدر ويقال: وجد فلان برد اليقين وثلج اليقين في صدره ولذلك لا يوصف سبحانه بأنه متيقن والقسورة الأسد. وقيل: هم الرماة من قسرة يقسره قسراً إذا قهره وأصل الفرار الانكشاف عن الشيء ومنه يقال: فر الفرس يفر فراً إذا كشف عن سنّه والصحف جمع الصحيفة وهي الورقة التي من شأنها أن تقلب من جهة إلى جهة لما فيها من الكتابة ومنه المصحف وجمعه مصاحف.

السابقالتالي
2 3 4 5