الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } * { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } * { وَبَنِينَ شُهُوداً } * { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } * { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } * { كَلاَّ إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } * { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } * { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } * { فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } * { ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } * { ثُمَّ نَظَرَ } * { ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ } * { ثُمَّ أَدْبَرَ وَٱسْتَكْبَرَ } * { فَقَالَ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } * { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ } * { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } * { لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } * { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } * { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } * { وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلاَّ مَلَٰئِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِيمَٰناً وَلاَ يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَٱلْكَٰفِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ }

اللغة: التمهيد والتوطئة والتذليل والتسهيل نظائر والعنيد الذاهب عن الشيء على طريق العداوة له يقال عَنَدَ العِرْقُ يَعند عُنوداً فهو عاند إذا نفر والمعاندة منافرة المضادة وكذلك العناد وبعير عنود أي نافر قال الشاعر:
إِذا نَزَلْتُ فَاجْعَلُوني وَسَطاً   إِنّـي كَبِيـرٌ لا أطِيقُ العُنُدا
والإرهاق الإعجاز بالعنف والصعود العقبة التي يصعب صعودها وهي الكؤود وعبس يعبس عبوساً إذا قبض وجهه والعبوس والتكليح والتقطيب نظائر وضدّها الطلاقة والبشاشة والبسور بدو التكرُّهِ في الوجه وأصله من بسر بالأمر إذا عجل به ومنه البسر لتعجيل حاله قبل الإرطاب قال توبة:
وَقَـــدْ رَابَنـي مِنْها صُـدُودٌ رَأَيْتُهُ   وَإِعْراضُها عَنْ حاجَتي وَبُسُورُها
والإصلاء إلزام موضع النار يقال أصليته فاصطلى وسقر اسم من أسماء جهنم لم يصرف للتأنيث والتعريف وأصله من سقرته الشمس سقراً إذا ألمت دماغه والإبقاء ترك شيء مما أخذ والتلويح تغيير اللون إلى الاحمرار ولوَّحته الشمس تلويحاً فهي لواحة على المبالغة والبشر جمع بشرة وهي ظاهر الجلد ومنه سمي الإنسان بشراً لأنه ظاهر الجلد بتعريه من الوبر والريش والصوف الذي يكون في غيره من الحيوان. الإعراب: { وحيداً } منصوب على الحال وهو على وجهين أحدهما أن يكون من صفة الله أي ذرني ومن خلقته وحدي والآخر أن يكون من صفة المخلوق. النزول: نزلت الآيات في الوليد بن المغيرة المخزومي وذلك أن قريشاً اجتمعت في دار الندوة فقال لهم الوليد: إنكم ذوو أحساب وذوو أحلام وإن العرب يأتونكم فينطلقون من عندكم على أمر مختلف فأجمعوا أمركم على شيء واحد ما تقولون في هذا الرجل قالوا: نقول إنه شاعر فعبس عندها وقال: قد سمعنا الشعر فما يشبه قوله الشعر. فقالوا: نقول إنه كاهن قال: إذا تأتونه فلا تجدونه يحدث بما تحدث به الكهنة. قالوا: نقول إنه لمجنون. فقال: إذا تأتونه فلا تجدونه مجنوناً قالوا: نقول إنه ساحر قال: وما الساحر؟ فقالوا: بشر يحبَّبون بين المتباغضين ويبغضون بين المتحابين قال: فهو ساحر فخرجوا فكان لا يلقى أحد منهم النبي صلى الله عليه وسلم إلا قال: يا ساحر يا ساحر واشتدَّ عليه ذلك فأنزل الله تعالى { أيها المدثر } إلى قوله { إلا قول البشر } عن مجاهد. ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليهحم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب } [غافر: 1 - 3] قام إلى المسجد والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه لقراءته أعاد قراءة الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه بني مخزوم فقال: والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن: وإن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمُثْر وأن أسفله لمُغْدق وأنه ليعلو وما يعلى.

السابقالتالي
2 3 4 5