الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ } * { وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ } * { وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } * { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ } * { كَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ } * { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } * { تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ } * { وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } * { إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } * { إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً } * { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً } * { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ } * { وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ } * { لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } * { وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } * { وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ } * { إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } * { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } * { فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } * { وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ } * { وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ }

القراءة: قرأ حفص نزاعة بالنصب والباقون بالرفع وقرأ ابن كثير لأمانتهم بغير ألف بعد النون والباقون لأماناتهم بالجمع وقرأ حفص ويعقوب وسهل بشهاداتهم على الجمع والباقون بشهادتهم وكلهم قرؤوا على صلاتهم على التوحيد. الحجة: قال أبو علي: من قرأ { إنها لظى نزاعةُ للشوى } فرفع نزاعة جاز في رفعه ما جاز في قولك هذا زيد منطلق وهذا بعلي شيخ ومن نصب فعلى وجهين أحدهما: أن يكون حالاً والآخر: أن يحمل على فعل فحمله على الحال يبعد لأنه ليس في الكلام ما يعمل في الحال فإن قلت فإن في قوله { لظى } معنى التلظي والتلهب فإن ذلك لا يستقيم لأن لظى معرفة لا ينتصب عنها الأحوال ألا ترى أن ما استعمل استعمال الأسماء من اسم فاعل أو مصدر لم يعمل هذا النحو من حيث جرى مجرى الأسماء فبأن يعمل الاسم المعرفة عمله أولى ويدلك على تعريف هذا الاسم وكونه علماً أن التنوين لم يلحقه فإذا كان كذلك لم ينتصب الحال عنه فإن جعلتها مع تعريفها قد صارت معروفة بشدة التلظي جاز أن تنصبه بهذا المعنى الحادث في العلم وعلى هذا قوله تعالى { وهو الله في السماوات وفي الأرض } علقت الظرف بما دلَّ عليه الاسم من التدبير والألطاف فإِن علَّقت الحال بالمعنى الحادث في العلم كما علَّقت الظرف بما دلَّ عليه الاسم من التدبير والالطاف لم يمتنع لأن الحال كالظرف في تعلقها بالمعنى كتعلق الظرف به وكان وجهاً وإن علقت نزاعة بفعل مضمر نحو أعينها نزاعة للشوى لم يمتنع أيضاً وأما قوله { لأمانتهم } على الإفراد وإن كان مضافاً إلى جماعة ولكل واحد منهم أمانة فلأنه مصدر يقع على جميع الجنس ويتناوله ومن جمع فلاختلاف الأمانات وكثرة ضروبها فأشبهت بذلك الأسماء التي ليست للجنس والقول في الشهادة والشهادات مثل القول في الأمانة والأمانات. اللغة: المودَّة مشتركة بين التمني وبين المحبة يقال وددت الشيء أي تمنّيته ووددته أي أحببته أودُّ فيهما جميعاً والافتداء افتداء الضرر عن الشيء ببدل منه والفصيلة الجماعة المنقطعة عن جملة القبيلة برجوعها إلى أبوة خاصة عن أبوة عامة ولظى اسم من أسماء جهنم مأخوذة من التوقد والنزاعة الكثيرة النزع وهو اقتلاع عن شدة ضم والاقتلاع أخذ بشدة اعتماد والشوى جلدة الرأس واحدتها شواة قال الاعشى:
قالَــتْ قُتَيْلَـــةُ ما لَهُ   قَدْ جُلِّلَتْ شَيْباً شَواتُهْ
والشوى الأكارع والأطراف والشوى ما عدى المقاتل من كل حيوان يقال رماه فأشواه أي أصاب غير مقتله ورمى فأصمى أي أصاب المقتل والشوى أيضاً الخسيس من المال والهلوع الشديد الحرص الشديد الجزع والإشفاق رقة القلب عن تحمل ما يخاف من الأمور فإذا قسا قلب الإنسان بطل الإشفاق والعادي الخارج عن الحق يقال عدا فلان إذا اعتدى وعداً في مشيه إذا أسرع وهو الأصل والعادي الظالم بالإسراع إلى الظلم.

السابقالتالي
2 3 4