الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } * { أَهَـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ }

اللغة: النداء امتداد الصوت ورفعه ونادى نظير دعا إلاَّ أن الدعاء قد يكون بعلامة من غير صوت ولا كلام ولكن بإشارة تنبىء عن معنى تعال ولا يكون النداء إلاَّ برفع الصوت وهو مشتق من الندى والخوف توقع المكروه وهو ضد الأمن وهو الثقة بانتفاء المكروه. الإعراب: هؤلاء مبتدأ أو خبره الذين أقسمتم والأولى أن يكون الذين أقسمتم خبر مبتدأ محذوف التقدير أهؤلاء هم الذين أقسمتم وقولـه: { لا ينالهم الله برحمة } جواب أقسمتم وهذا داخل في صلة الذين لأن الذين هنا وصل بالقسم وجوابه ولا يجوز أن يكون الذين صفة لهؤلاء من وجهين: أحدهما: أن المبهم لا يوصف إلاَّ بالجنس. والآخر: أنه يبقى المبتدأ بلا خبر. المعنى: ثمّ بيَّن سبحانه خطاب أصحاب الأعراف لأصحاب النار فقال { ونادى } أي وسينادي { أصحاب الأعراف رجالاً } من أصحاب النار { يعرفونهم بسيماهم } أي بصفاتهم يدعونهم بأساميهم وكناهم ويسمّون رؤساء المشركين عن ابن عباس. وقيل: بعلاماتهم التي جعلها الله تعالى لهم من سواد الوجوه وتشويه الخلق وزرقة العين عن الجبائي. وقيل: بصورهم التي كانوا يعرفونهم بها في الدنيا { قالوا ما أغنى عنكم جمعكم } الأموال والعدد في الدنيا { وما كنتم تستكبرون } أي واستكباركم عن عبادة الله وعن قبول الحق وقد كنا نصحناكم فاشتغلتم بجمع المال وتكبرتم فلم تقبلوا مِنّا فأين ذلك المال واين ذلك التكبر. وقيل: معناه ما نفعكم جماعتكم التي استندتم إليها وتجبركم عن الانقياد لأنبياء الله في الدنيا عن الجبائي. { أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة } أي حلفتم أنهم لا يصيبهم الله برحمة وخير ولا يدخلون الجنة كذبتم ثم يقولون لهؤلاء { ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون } أي لا خائفين ولا محزونين على أكمل سرور وأتم كرامة والمراد بهذا تقريع الذين زروا على ضعفاء المؤمنين حتى حلفوا أنهم لا خير لهم عند الله وقد اضطربت أقوال المفسرين في القائل لهذا القول فقال الأكثرون إنه كلام أصحاب الأعراف. وقيل: هو كلام الله تعالى. وقيل: كلام الملائكة والصحيح ما ذكرناه لأنه المروي عن الصادق ع.