اللغة: النيل وصول النفع إلى العبد إذا أُطْلِق فإن قيد وقع على الضرر لأن أصله الوصول إلى الشيء من نلت أنال نيلاً قال امرؤ القيس:
سَماحَةُ ذا وَبِرُّ ذا وَوَفاء ذا
وَنائِلُ ذا إذا صَحا وَإذا سَكِرَ
والتوفي قبض الشيء بتمامه يقال توفيته واستوفيته. المعنى: ثم ذكر سبحانه وعيد المكذبين فقال: { فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً } أي لا أحد أظلم منه صورته صورة الاستفهام والمراد به الإخبار وإنما جاء بلفظ الإستفهام ليكون أبلغ: { أو كذب بآياته } الدالة على توحيده ونبوة رسله: { أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب } أي من العذاب إلاّ أنه كنّى عن العذاب بالكتاب لأن الكتاب ورد به كقولـه:{ حقت كلمة العذاب على الكافرين } [الزمر: 71] عن الحسن وأبي صالح وقيل معناه ينالهم نصيبهم من العمر والرزق وما كتب لهم من الخير والشر فلا يقطع عنهم رزقهم بكفرهم عن الربيع وابن زيد. وقيل: ينالهم جميع ما كتب لهم وعليهم عن مجاهد وعطية. { حتى إذا جاءتهم رسلنا } يعني الملائكة أي حتى إذا استوفوا أرزاقهم وجاءهم ملك الموت مع أعوانه { يتوفونهم } أي يقبضون أرواحهم. وقيل: معناه حتى إذا جاءتهم الملائكة لحشرهم يتوفونهم إلى النار يوم القيامة عن الحسن { قالوا } يعني الملائكة { أين ما كنتم تدعون من دون الله } من الأوثان والأصنام والمراد بهذا السؤال توبيخهم أي هلا دفعوا عنكم ما نزل بكم من العذاب: { قالوا } يعني قال الكفار: { ضلوا عنا } أي ذهبوا عنا وافتقدناهم فلا يقدرون على الدفع عنا وبطلت عبادتنا إياهم { وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين } أي أقرّوا على نفوسهم بالكفر.