الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذ نَتَقْنَا ٱلْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

اللغة: النتق قلع الشيء من الأصل وكل شيء قلعته ثم رميت به فقد نتقته ومنه قيل للمرأة الكثيرة الأولاد ناتق لأنها ترمي بالأولاد رمياً هذا قول أبي عبيدة. وقيل: أصل النتق الرفع ومنه امرأة ناتق لرفعها الأولاد ونتقت المرأة فهي ناتق ومنتاق إذا كثر ولدها وهو قول ابن الأعرابي. وقيل: أصله الجذب يقال نتقت الغَرب من البئر جذبته عن أبي مسلم والظلة كلما أظلك أي سترك من سقف أو سحابة أو جناح حائط. المعنى: عاد الكلام إلى قوم موسى ع فقال سبحانه: { وإذ نتقنا الجبل فوقهم } معناه وأذكر يا محمد إذ قلعنا الجبل من أصله فرفعناه فوق بني إسرائيل وكان عسكر موسى ع فرسخاً في فرسخ فرفع الله الجبل فوق جميعهم { كأنه ظلة } أي غمامة. وقيل: سقيفة عن عطاء { وظنوا أنه واقع بهم } أي علموا وأيقنوا عن الحسن. وقيل: معناه على ظاهره من الظن أي قوي في نفوسهم ذلك عن الرماني والجبائي { خذوا } أي وقلنا لهم خذوا { ما آتيناكم بقوة } أي خذوا ما ألزمناكم من أحكام كتابنا وفرائضه فاقبلوه بجدّ واجتهاد منكم في كل أوان من غير تقصير ولا توان { واذكروا ما فيه } من العهود والمواثيق التي أخذناها عليكم بالعمل بما فيه { لعلكم تتقون } أي لكي تتقوا ربكم وتخافوا عقابه وقد مضى تفسير هذه الآية في سورة البقرة مشروحاً.