الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي ٱلسَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ } * { وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً ٱللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ }

القراءة: قرأ حفص معذرة بالنصب والباقون بالرفع وروي في الشواذ عن شهر بن حوشب وأبي نهيك يعدون عن الحسن يُسبتون بضم الياء. الحجة: من قرأ معذرة بالرفع فتقديره موعظتنا معذرة فيكون خبر مبتدأ محذوف ومن قرأ بالنصب فعلى معنى نعتذر معذرة وقال سيبويه: لو قال رجل لرجل معذرة إلى الله وإليك من كذا وكذا لنصب إلى معنى نعتذر ومن قرأ يعدون أراد يعتدون فأسكن التاء ليدغمها في الدال ونقل فتحها إلى العين فصار يعدون ومن قرأ يسبتون فمعناه يدخلون في السبت كما يقال أشهرنا دخلنا في الشهر وأجمعنا دخلنا في الجمعة ومن فتح الياء أراد يفعلون السبت ويقيمون عمل يوم السبت فالسبت على هذا فعلهم يقول سبت يسبت سبتاً إذا عظم يوم السبت. اللغة: حيتان جمع حوت وأكثر ما يسمى العرب السمك الحيتان والنينان وعدا فلان يعدو عدواناً وعداء وعدواً وعُدوّاً ظلم وأصله مجاوزة الحد والشرع أصله الظهور ومنه الشرعة والشريعة وهو الظاهر المستقيم من المذاهب ومنه الشرعة والشريعة لكونهما في مكان ظاهر من النهر ومنه شراع السفينة لظهورها والمعذرة والعذر والعُذْرى والعِذرة واحد مصدر عذرته أعذره والمُعذر الذي له عذر صحيح والمعذر بالتشديد الذي لا عذر له وهو يريك أنه معذور وهو المقصر والمعتذر يقال لمن له عذر ولمن لا عذر له وقولـهم من يعذرني معناه من يقوم بعذري. الإعراب: إذ يعدون موضع إذ نصب على معنى سلهم عن عدوهم أي عن وقت ذلك إذ تأتيهم في موضع نصب أيضاً يبعدون المعنى سلهم إذ عدوا في وقت الإتيان شرعاً نصب على الحال من الحيتان وموضع الكاف من كذلك نبلوهم نصب بنبلوهم ويحتمل أن يكون على ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك أي لا تأتيهم شُرعاً فيكون الكاف في موضع نصب على الحال من تأتيهم ويكون نبلوهم مستأنفاً والقول الأول أجود و لم تعظون أصله لما ولكن هذه الألف تحذف مع حرف الجر يقول مم وفيم وعلام وعم. المعنى: ثم ابتدأ سبحانه بخبر آخر من أخبار بني إسرائيل فقال مخاطباً لنبيه: { واسألهم } أي استخبرهم يا محمد وهو سؤال توبيخ وتقريع لا سؤال استفهام: { عن القرية التي كانت حاضرة البحر } أي مجاورة البحر وقريبة من البحر على شاطىء البحر وهي إيلة عن ابن عباس. وقيل: هي مدين عنه أيضاً. وقيل: طبرية عن الزهري: { إذ يعدون في السبت } أي يظلمون فيه بصيد السمك ويتجاوزون الحد في أمر السبت { إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً } أي ظاهرة على وجه الماء عن ابن عباس. وقيل: متتابعة عن الضحاك. وقيل: رافعة رؤوسها قال الحسن: كانت تشرع إلى أبوابها مثل الكباش البيض لأنها كانت آمنة يومئذٍ.

السابقالتالي
2