الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ نۤ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } * { مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ } * { وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ } * { وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } * { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ } * { بِأَييِّكُمُ ٱلْمَفْتُونُ } * { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ } * { فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذِّبِينَ } * { وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } * { وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ } * { هَمَّازٍ مَّشَّآءٍ بِنَمِيمٍ } * { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ } * { عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ } * { أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ } * { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ }

القراءة: مضى ذكر اختلاف القراء في إظهار النون وإخفائها من نون في سورة ياسين فلا وجه لإعادته وقرأ أبو جعفر وابن عامر ويعقوب وسهل آن كان بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام وقرأ أبو بكر عن عاصم وحمزة أإن كان بهمزتين وقرأ الباقون أَنْ كان بفتح الهمزة من غير استفهام. الحجة: قال أبو علي إن كان ذا مال لا يخلو من أن يكون العامل فيه تتلى من قوله { إذا تتلى عليه آياتنا } أو قال من قوله { قال أساطير الأولين } أو شيء ثالث فلا يجوز أن يعمل واحد منهما فيه ألا ترى أن تتلى قد أضيفت إذا إليه والمضاف إليه لا يعمل فيما قبله لا تقول القتال زيداً حين يأتي ولا يجوز أن يعمل فيه قال أيضاً لأن قال جواب إذا وحكم الجواب أن يكون بعدما هو جواب له ولا يتقدَّم عليه فكما لا يعمل فيه الفعل الأول فكذلك لا يعمل فيه الثاني فإذا لم يعمل فيه واحد من هذين الفعلين وليس في الكلام غيرهما علمت أنه محمول على شيء آخر مما دلَّ باقي الكلام عليه والذي يدل عليه هذا الكلام من المعنى هو يجحد أو يكفر أو يستكبر عن قبول الحق ونحو ذلك وإنما جاز أن يعمل فيه المعنى وإن كان متقدماً عليه لشبهه بالظرف والظرف قد تعمل فيه المعاني وإن تقدم عليه ويدلُّك على مشابهته الظرف تقدير اللام معه وإنَّ من النحويين من يقول إنه في موضع جرّ كما أنه لو كانت اللام معه ظاهرة كان كذلك ومن قرأ بهمزة ممدودة فإنه يزيد همزة بعدها همزة مخففة. اللغة: السطر الكتابة وهو وضع الحروف على خط مستقيم واستطر اكتتب والمسطر آلة التسطير والممنون المقطوع يقال منَّه السير يمنُّه منّاً إذا قطعه والمنين الضعيف والخلق المرور في الفعل على عادة فالخلق الكريم الصبر على الحق وتدبير الأمور على مقتضى العقل وفي ذلك الأناة والرفق والحلم والمداراة والمفتون المبتلى بتخبيل الرأي كالمجنون يقال فتن فلان بفلانة وأصل الفتنة الابتلاء والاختيار والمهين الضعيف الذليل والمهانة الذلة والقلة والهماز الوقاع في الناس بما ليس له أن يعيبهم به والأصل فيه الدفع بشدة اعتماد ومنه الهمزة حرف من الحروف المعجمة فهي نَبْرَة تخرج من الصدر بشدة اعتماد والنميم التضريب بين الناس بنقل الكلام الذي يغيظ بعضهم على بعض والنميم والنميمة بمعنى ومنه النمام المشموم لأنه بحدة ريحه كالمخبر عن نفسه والعتل الجافي الغليظ وأصله الدفع عتله يعتله إذا زعزعه بغلظة وجفاء والزنيم الدعي الملصق بالقوم وليس منهم وأصله الزنمة وهي الهُنَيَّةُ المتدلية تحت حلق الجدي ويقال للتيس له زنمتان قال الشاعر:

السابقالتالي
2 3 4 5 6