الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَولَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } * { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ } * { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

القراءة: في الشواذ قراءة طلحة بن مصرف نهد قلبه بالنون وقراءة السلمي يهد قلبه بضم الياء والباء على ما لم يسم فاعله وقراءة عكرمة وعمرو بن دينار يهدا قلبه مهموزاً وقراءة مالك بن دينار يهدأ بالألف. الحجة: من قرأ يهدأ مهموزاً فمعناه يطمئن قلبه كما قال سبحانه:وقلبه مطمئن بالإيمان } [النحل: 106] ومن قرأ بالألف فإنه لين الهمز تخفيفاً. النزول: نزل قوله { من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم } في قوم أرادوا الهجرة فثبطهم نساؤهم وأولادهم عنها عن ابن عباس ومجاهد. المعنى: ثم قال سبحانه { ما أصاب من مصيبة } أي ليس تصيبكم مصيبة { إلا بإذن الله } والمصيبة المضرة التي تلحق صاحبها كالرمية التي تصيبها وإنما عمَّ ذلك سبحانه وإن كان في المصائب ما هو ظلم وهو سبحانه لا يأذن بالظلم لأنه ليس منها إلا ما أذن الله في وقوعه أو التمكن منه وذلك أذن للملك الموكل به كأنه قيل لا يمنع من وقوع هذه المصيبة وقد يكون ذلك بفعل التمكين من الله فكأنه يأذن له بأن يكون. وقيل: معناه إلا بتخلية الله بينكم وبين من يريد فعلها عن البلخي. وقيل: إنه خاص فيما يفعله الله تعالى أو يأمر به. وقيل: معناه بعلم الله أي لا يصيبكم مصيبة إلا والله عالم بها. { ومن يؤمن بالله } أي يصدّق به ويرضى بقضائه { يهد قلبه } أي يهد الله قلبه حتى يعلم أن ما أصابه فبعلم الله فيصبر عليه ولا يجزع لينال الثواب والأجر. وقيل معناه ومن يؤمن بتوحيد الله ويصبر لأمر الله يعني عند نزول المصيبة يهد قلبه الاسترجاع حتى يقول إنا لله وإنا إليه راجعون عن ابن عباس. وقيل: إن المعنى { يهد قلبه } فإن ابتلي صبر وإن أعطي شكر وإن ظلم غفر عن مجاهد وقال بعضهم في معناه من يؤمن بالله عند النعمة فيعلم أنها فضل من الله يهد قلبه للشكر ومن يؤمن بالله عند البلاء فيعلم أنه عدل من الله يهد قلبه للصبر ومن يؤمن بالله عند نزول القضاء يهد قلبه للاستسلام والرضا { والله بكل شيء عليم } فيجازي كل امرىء بما عمله. { وأطيعوا الله } في جميع ما أمركم به { وأطيعوا الرسول } في جميع ما أتاكم به ودعاكم إليه وفيما أمركم به ونهاكم عنه { فإن توليتم } أي فإن أعرضتم عن القبول منه { فإنما على رسولنا البلاغ المبين } أي ليس عليه إلا تبليغ الرسالة وقد فعل والمراد ليس عليه قهركم على الردّ إلى الحق وإنما عليه البلاغ الظاهر البيّن فحذف للإيجاز والاختصار { الله لا إله إلا هو } ولا تحقّ العبادة إلا له { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } والتوكل تفويض الأمور إليه والرضا بتقديره والثقة بتدبيره وقد أمر لله عباده بذلك فينبغي لهم أن يستشعروا ذلك في سائر أحوالهم { يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم } يعني أن بعضهم بهذه الصفة ولذلك أتى بلفظة من وهي للتبعيض يقول إن من هؤلاء مَنْ هو عدوٌّ لكم في الدين فاحذروهم أن تطيعوهم.

السابقالتالي
2 3