الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ } * { هُمُ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَفْقَهُونَ } * { يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ ٱلأَعَزُّ مِنْهَا ٱلأَذَلَّ وَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـٰكِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } * { وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

القراءة: قرأ أبو عمرو { وأكون } بالنصب والباقون وأكن بالجزم وقرأ حماد ويحيى { بما يعملون } بالياء والباقون بالتاء. الحجة: من قرأ وأكن عطفه على موضع قوله { فأصدَّق } لأنه في موضع فعل مجزوم ألا ترى أنك إذا قلت أخرني أصدق كان جزماً بأنه جواب الجزاء وقد أغنى السؤال عن ذكر الشرط والتقدير أخرني فإنك إن تؤخرني أصدق فلما كان الفعل المنتصب بعد الفاء في موضع فعل مجزوم بأنه جواب الشرط حمل قوله { وأكن عليه } ومثل ذلك قولهومن يضلل الله فلا هادي له } [الأعراف: 186] ويَذرْهم لما كان فلا هادي له في موضع فعل مجزوم حمل ويذرهم عليه ومثل ذلك قول الشاعر:
فَأَبْلُونــي بَلِيَّتَكُــــمْ لَعَلـّي   أُصالِحكُمْ وَأسْتَدْرِجْ نويًّا
حمل واستدرج على موضع الفاء المحذوفة وما بعدها من لعلّي وكذلك قوله:
أَيّـــاً سَلَكـْــتَ فَإنَّنــــي لَكَ كاشِحٌ   وَعَلَى انْتِقاصِكَ في الحَياةِ وَأزْدَدِ
حمل وازدد على موضع الفاء وما بعدها وأما قول أبي عمرو وأكون فإنما حمله على اللفظ دون الموضع وكان الحمل على اللفظ أولى لظهوره في اللفظ وقربه وزعموا أن في حرف أبيّ فأتصدق وأكون ومن قرأ بما يعملون بالياء فعلى قوله { ولن يؤخّر الله نفساً } لأن النفس وإن كان واحدا في اللفظ فالمراد به الكثرة ومن قرأ بالتاء كان خطاباً شائعاً. اللغة: الانفضاض التفرق وفضَّ الكتاب إذا فرَّقه ونشره وسميت الفضة فضة لتفرقها في أثمان الأشياء المشتراة وكل شيء يشغلك عن شيء فقد ألهاك عنه قال:
أَلْهى بَنِي جُشَمٍ عَنْ كُلِّ مَكْرُمَةٍ   قَصِيــدَةٌ قالَهـا عَمْرُو بْنُ كُلْثُومِ
وقال امرؤ القيس:
فَمِثْلِكَ حُبْلى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِع   فَأَلْهَيْتُهـــا عـَـنْ ذِي تُمائِـمَ مُحْوِلِ
النزول: نزلت الآيات في عبد الله بن أبيّ المنافق وأصحابه وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن بني المصطلق يجتمعون لحربه وقائدهم الحرث بن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل فتزاحف الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل منهم من قتل ونفل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم وأموالهم فبينا الناس على ذلك الماء إذ وردت واردة الناس ومع عمر بن الخطاب أجير له من بني غفار يقال له جهجاه بن سعيد يقود له فرسه فازدحم جهجاه وسنان الجهني من بني عوف بن خزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني يا معشر الأنصار وصرخ الغفاري يا معشر المهاجرين فأعان الغفاري رجل من المهاجرين يقال له جعال وكان فقيراً فقال عبد الله بن أبي لجعال إنك لهتاك فقال وما يمنعني أن أفعل ذلك.

السابقالتالي
2 3 4 5