الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَآ أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ٱلْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ ٱلأَغْنِيَآءِ مِنكُمْ وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصَّادِقُونَ } * { وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُوا ٱلدَّارَ وَٱلإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { وَٱلَّذِينَ جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }

القراءة: قرأ أبو جعفر { كيلا تكون } بالتاء دولة بالرفع والباقون يكون بالياء دولة بالنصب. الحجة: قال ابن جني: منهم من لا يفصل بين الدولة والدولة ومنهم من يفصل بينهما فقال: الدولة بالفتح للمُلك والدولة بالضم في الملك وتكون هنا هي التامة أي كيلا يقع دولة أو تحدث دولة وبين الأغنياء إن شئت كانت صفة لدولة وإن شئت كانت متعلقة بنفس دولة أي تداولاً بين الأغنياء وإن شئت علقتها بنفس تكون أي لا يحدث بين الأغنياء منكم وإن شئت جعلتها كان الناقصة وجعلت بين خبراً عنها والأول أوجه ومعناه كيلا تقع دولة فيه أو عليه يعني على المفاء من عند الله. اللغة: الفيء رد ما كان للمشركين على المسلمين بتمليك الله إياهم ذلك على ما شرط فيه يقال: فاء يفيء فيئاً إذا رجع وأفأته أنا عليه أي رددته عليه والإيجاف الإيضاع وهو تسيير الخيل أو الركاب من وجف يجف وجيفاً وهو تحرك باضطراب فالإيجاف الإزعاج للسير والركاب الإبل والخصاصة الإملاق والحاجة وأصله الاختصاص وهو الانفراد بالأمر فكأنه انفراد الإنسان عما يحتاج إليه. وقيل: أصله الفرجة يقال للقمر بدا من خَصاص الغيم أي فرجته ومنه الخص البيت من القصب لما فيه من الفرج والشحّ والبخل واحد. وقيل: إن الشح بخل مع حرص. النزول: قال ابن عباس: نزل قوله { ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى } الآية في أموال كفار أهل القرى وهم قريظة وبني النضير وهما بالمدينة وفدك وهي من المدينة على ثلاثة أميال وخيبر وقرى عرينة وينبع جعلها الله لرسوله يحكم فيها ما أراد وأخبر أنها كلها له فقال أناس فهلا قسمها فنزلت الآية. وقيل: إن الآية الأولى بيان أموال بني النضير خاصة لقوله { وما أفآء الله على رسوله منهم } الآية والثانية بيان الأموال التي أصيبت بغير قتال. وقيل: إنهما واحد والآية الثانية بيان قسم المال الذي ذكره الله في الآية الأولى وقال أنس بن مالك: أهدي لبعض الصحابة رأس مشويّ وكان مجهوداً فوجه به إلى جار له فتداولته تسعة أنفس ثم عاد إلى الأول فنزل ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة الآية. وعن ابن عباس قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بني النضير للأنصار: " إن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم وتشاركونهم في هذه الغنيمة وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم ولم يقسم لكم شيء من الغنيمة " فقال الأنصار: بل نقسم لهم من أموالنا وديارنا ونؤثرهم بالغنيمة ولا نشاركهم فيها فنزلت { ويؤثرون على أنفسهم } ". وقيل: نزلت في سبعة عطشوا في يوم أحد فجيء بماء يكفي لأحدهم فقال واحد منهم ناول فلاناً حتى طيف على سبعتهم وماتوا ولم يشرب أحد منهم فأثنى الله سبحانه عليهم.

السابقالتالي
2 3 4