الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } * { فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ } * { وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } * { فَسَلاَمٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلْيَمِينِ } * { وَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ ٱلْمُكَذِّبِينَ ٱلضَّآلِّينَ } * { فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ } * { وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ ٱلْيَقِينِ } * { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ }

القراءة: قرأ يعقوب فروح بضم الراء وهو قراءة النبي صلى الله عليه وسلم وابن عباس وأبي جعفر الباقر وقتادة والحسن والضحاك وجماعة والباقون { فروح } بفتح الراء. الحجة: قال ابن جني: هو راجع إلى معنى الروح فكأنه قال: فتمسك روح وممسكها هو الروح وكما تقول هذا الهواء هو الحياة وهذا السماع هو العيش وهو الروح. الإعراب: { وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين } قال علي بن عيسى: دخلت كاف الخطاب كما تدخل في ناهيك به شرفاً وحسبك به كرماً أي لا تطلب زيادة على جلالة حاله فكذلك سلام لك منهم أي لا تطلب زيادة على سلامهم جلالة وعظم منزلة قال ابن جني: في الكلام تقديم وتأخير والتقدير مهما يكن من شيء فسلام لك من أصحاب اليمين إن كان من أصحاب اليمين ولا ينبغي أن يكون موضع إن كان إلا هذا الموضع لأنه لو كان موضعه بعد الفاء يليها لكان قوله فسلام لك جواباً له في اللفظ لا في المعنى. ولو كان جواباً في اللفظ لوجب إدخال الفاء عليه لأنه لا يجوز في سعة الكلام إن كان من أصحاب اليمين سلام له فلما وجد الفاء فيه ثبت أنه ليس بجواب لقوله إن كان في اللفظ وإذا ثبت أنه ليس بجواب له في اللفظ ثبت أن موقع إن كان بعده لا قبله قال: فإن قيل إنما بدل الفاء التي تكون جواباً لقوله إن كان لأجل الفاء التي تدخل جواباً لأما لأنه لا يدخل حرف معنى على مثله قبل إنما الفاء التي لأما عليه لأنه ليس بجواب لقوله إن كان فلو كان جواباً له لما دخلت عليه هذه الفاء في قوله فأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك على أن فاء أما قد يكون موقعه بعد الفاء لا يليها وأما لها موضعان من الكلام. أحدهما: أن يكون لتفصيل الجمل نحو قولك جاءني القوم جاءني فأما زيد فأكرمته وأما عمرو فأهنته ومنه ما في الآية. والثاني: أن تكون مركبة من أن وما قولك أما أنت منطلقاً انطلقت معك والمعنى إن كنت منطلقاً معك فموضع أن نصب لأنه مفعول له وأنشد سيبويه:
أَبــا خُراشَةَ أَما أَنْتَ ذا نَفَرٍ   فإنَّ قَوْمِيَ لَمْ تَأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ
أي من أجل أن كنت والضبع السنة الشديدة. المعنى: ثم ذكر سبحانه صفات الخلق عند الموت فقال: { فأما إن كان من المقربين } أي فإن كان ذلك المحتضر الذي بلغت روحه الحلقوم من المقربين عند الله وهم السابقون الذين ذكروا في أول السورة { فروح } أي فله روح وهو الراحة والاستراحة عن ابن عباس ومجاهد يعني من تكاليف الدنيا ومشاقها.

السابقالتالي
2