الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } * { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } * { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } * { إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً } * { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً } * { فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } * { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً } * { فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } * { وَأَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } * { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } * { ثُلَّةٌ مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ } * { وَقَلِيلٌ مِّنَ ٱلآخِرِينَ } * { عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ } * { مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ }

القراءة: في الشواذ قراءة الحسن والثقفي وأبي حيوة خافضة رافعة بالنصب. الحجة: هذا منصوب على الحال قال ابن جني وقوله: { ليس لوقعتها كاذبة } حال أخرى قبلها أي إذا وقعت الواقعة صادقة الوقعة خافضة رافعة فهذه ثلاثة أحوال ومثله مررت بزيد جالساً متكأ ضاحكاً وإن شئت أن تأتي بأضعاف ذلك جاز وحسن كما أن لك أن تاتي للمبتدأ من الأخبار بما شئت فتقول زيد عالم جميل فارس كوفي بزاز ونحو ذلك ألا ترى أن الحال زيادة في الخبر وضرب منه. اللغة: الكاذبة مصدر مثل العافية والعاقبة والرج التحريك باضطراب واهتزاز ومنه قولهم ارتج السهم عند خروجه من القوس والبس الفت كما يبس السويق أي يلت قال الشاعر:
لا تخبـزا خبـزاً وبسّــا بسّـــا   
والبسيس السويق أو الدقيق يتخذ زاداً وبست أيضاً سيقت عن الزجاج قال الشاعر:
وأنبـس حيّـات الكثيــب الأهيــلِ   
والهباء غبار كالشعاع في الرقة وكثيراً ما يخرج مع شعاع الشمس من الكوة النافذة والانبثاث افتراق الأجزاء الكثيرة في الجهات المختلفة والأزواج الأصناف التي بعضها مع بعض كما يقال للخفين زوجان والثلاثة الجماعة وأصله القطعة من قولهم ثل عرشه إذا قطع ملكه بهدم سريره والثلة القطعة من الناس والموضوئة المنسوجة المتداخلة كصفة الدرع المضاعفة قال الأعشى:
وَمِــنْ نَسْجِ داوُدَ مَوْضُوونَــةً   تُساقُ إلى الحَيِّ عيراً فَعيرا
ومنه وضين الناقة وهو البطان من السيور إذا نسج بعضه على بعض مضاعفاً. الإعراب: إِذا وقعت الواقعة ظرف من معنى ليس لأن التقدير لا يكون لوقعتها كاذبة وليس نفي الحال فلا يكون إذا ظرفاً منه ويجوز أن يكون العامل في إِذا محذوفاً لدلالة الموضع عليه كأنه قال: إذا وقعت الواقعة كذلك فاز المؤمنون وخسر الكافرون وقال أبو علي: تقديره فهي خافضة رافعة فأضمر المبتدأ مع الفاء وجعلها جواب إذا أي خفضت قوماً ورفعت قوماً إذ ذاك فخافضة رافعة خبر المبتدأ المحذوف وقوله { إذا رجت الأرض رجاً } بدل من قوله { إذا وقعت الواقعة } ويجوز أن يكون ظرفاً من يقع أي يقع في ذلك الوقت ويجوز أن يكون خبراً عن إذا الأولى ونظيره إذا تزورني إذاً أزور زيداً أي وقت زيارتك أياي وقت زيارتي زيداً قال ابن جني: ويجوز أن يفارق إذا الظرفية كقول لبيد:
حَتَّــى إِذا أَلْقَــتْ يَداً في كافِرٍ   وَأَجَنَّ عَوْراتِ الثُغُورِ ظَلامُها
وقوله سبحانهحتى إذا كنتم في الفلك } [يونس: 22] فإذا مجرورة عند أبي الحسن بحتى وذلك يخرجها من الظرفية وأقول فعلى هذا لا يكون قوله إذا ظرفا في الموضعين بل كل واحد منهما في موضع الرفع لكونهما مبتدأ وخبراً بخلاف ما ظنه بعض المجودين من محققي زماننا في النحو فإنه قال: قال عثمان يعني ابن جني العامل في إذا وقعت قوله إذا رجت وهذا خطأ فاحش فأصحاب الميمنة رفع بالابتداء والتقدير فأصحاب الميمنة ما هم أي أيُّ شيء هم وأصحاب المشئمة أي أي شيء هم وهذه اللفظة مجراة مجرى التعجب ومتكئين ومتقابلين نصب على الحال.

السابقالتالي
2 3