الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلرَّحْمَـٰنُ } * { عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ } * { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ } * { عَلَّمَهُ ٱلبَيَانَ } * { ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } * { وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } * { وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ } * { أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِي ٱلْمِيزَانِ } * { وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُواْ ٱلْمِيزَانَ } * { وَٱلأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ } * { فِيهَا فَاكِهَةٌ وَٱلنَّخْلُ ذَاتُ ٱلأَكْمَامِ } * { وَٱلْحَبُّ ذُو ٱلْعَصْفِ وَٱلرَّيْحَانُ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

القراءة: قرأ ابن عامر والحب ذا العصف والريحان بالنصب فيهما جميعاً وقرأ حمزة والكسائي وخلف والحب ذو العصف بالرفع والريحان بالجر والباقون بالرفع في الجميع وفي الشواذ قراءة أبي السماك والسماء رفعها بالرفع وقرأ بلال بن أبي بردة ولا تخسروا بفتح التاء والسين وبكسر السين أيضاً. الحجة: قال أبو علي: قال أبو عبيدة العصف الذي يعصف فيؤكل من الزرع وهي العصيفة قال علقمة بن عبدة:
تَسْقي مَذَانِبَ قَدْ مالَتْ عَصيفَتُها   حُـدُودُها مِنْ أَتي الماءِ مَطْمُومُ
والريحان الحب الذي يؤكل يقال سبحانك وريحانك أي ورزقك قال النمر بن تغلب:
سَلامُ الإِلــهِ وَرَيْحانُهِ   وَرَحْمَتُهُ وَسَماءٌ دَرِرْ
وقيل العصف والعصيفة ورق الزرع وعن قتادة العصف التبن ومن قرأ { والحب ذا العصف } حمله على وخلق الحب وخلق الريحان وهو الرزق ويقوي ذلك قولهفأخرجنا به أزواجاً من نبات شتى } [طه: 53] ومن رفع الريحان فالتقدير فيها فاكهة والريحان والحب ذو العصف ومن جر فالتقدير فالحب ذو العصف وذو الريحان أي من الحب الرزق فإن قلت فإنَّ العصف والعصيفة رزق أيضاً فكأنه قال ذو الرزق وذو الرزق قيل هذا لا يمتنع لأن العصيفة رزق غير الرزق الذي أوقع الريحان عليه وكأن الريحان أريد به الحب إذا خلص من لفائفه فأوقع عليه الرزق لعموم المنفعة به وأنه رزق للناس وغيرهم ويبعد أن يكون الريحان المشموم في هذا الموضع إنما هو قوت الناس والأنعام كما قالفأخرجنا به أزواجاً من نبات شتى كلوا وارعوا أنعامكم } [طه: 53، 54]. وقوله والسماء رفعها قال ابن جني الرفع هنا أظهر من قراءة الجماعة وذلك أنه صرفه إلى الابتداء لأنه عطفه على الجملة المركبة من المبتدأ والخبر وهي قوله { والنجم والشجر يسجدان } فأما قراءة العامة بالنصب فإنها معطوفة على يسجدان وحدها وهي جملة من فعل وفاعل والعطف يقتضي التماثل في تركيب الجمل فيصير تقديره يسجدان ورَفَعَ السماء فلما أضمر رفع فسره بقوله رفعها كقولك قام زيد وعمراً ضربته أي وضربت عمراً لتعطف جملة من فعل وفاعل على أخرى مثلها. وأما قوله تخسروا بفتح التاء فإنه على حذف حرف الجر أي لا تخسروا في الميزان فلما حذف حرف الجر أفضى إليه الفعل فنصبه كقولهوأقعدوا لهم كل مرصد } [التوبة: 5] أي في كل مرصد أو على كل مرصد وأما تخسروا بفتح التاء وكسر السين فعلى خسرت الميزان وإنما المشهور أخسرته تقول خسر الميزان وأخسرته ويشبه أن يكون خسرته لغة في أخسرته نحو أجبرت الرجل وجبرته وأهلكته وهلكته. اللغة: الرحمن هو الذي وسعت رحمته كل شيء فلذلك لا يوصف به إلا الله تعالى وأما راحم ورحيم فيجوز أن يوصف بهما العباد والبيان هو الأدلة الموصلة إلى العلم.

السابقالتالي
2 3 4 5