الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُدْهَآمَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { تَبَارَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ }

القراءة: قرأ ابن عامر ذو الجلال بالرفع والباقون بالجر وفي الشواذ قراءة النبي صلى الله عليه وسلم والجحدري ومالك بن دينار وابن محيصن والحسن وزهير القرقبي على رفارف خضر وعباقري حسان وقراءة الأعرج خضر بضمتين. قال أبو علي من قرأ ذي الجلال فجر جعله صفة لربك وزعموا أن ابن مسعود قرأ ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام بالياء في كلتيهما وقال الأصمعي: لا يقال الجلال إلا في الله تعالى فهذا يقوي الجر إلا أن الجلال قد جاء في غير الله قال:
فَــلا ذا جَـــلالٍ هِبْنَـهُ لِجَلالِهِ   وَلا ذا ضِياعٍ هُنَّ يَتْرُكْنَ لِلْفَقْرِ
ومن رفع أجراه على الاسم قال ابن جني: روى قطرب عباقري بكسر القاف غير مصروف ورويناه عن أبي حاتم عباقري بفتح القاف غير مصروف أيضاً قال أبو حاتم: ولا يشبه إلا أن يكون عباقر بفتح القاف على ما تتكلم به العرب قال: ولو قالوا عباقري بكسر القاف وصرفوا لكان أشبه بكلام العرب كالنسب إلى مداين مدايني والرفارف رياض الجنة عن سعيد بن جبير وعبقر موضع قال امرؤ القيس:
كَأَنَّ صَلِيلَ الْمَرْوِحينَ تَشُدُّهُ   صلِيلُ زُيُوفٍ يُنْتَقدْنَ بِعَبْقَرا
وقال زهير:
بِخَيــلٍ عَلَيْهــا جِنَّـــةٌ عَبْقَــرِيَـــةٌ   جَدِيرُونَ يَوْماً أنْ يَنالُوا أوْ يَسْتَعْلُوا
وأما ترك صرف عباقري فشاذ في القياس ولا يستنكر شذوذه في القياس مع استمراره في الاستعمال كما جاء عن الجماعة استحوذ عليهم الشيطان فهو شاذ في القياس مطرد في الاستعمال وليس لنا أن نتلقى قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بقبولها وأما خضر بضم الضاد فقليل وهو من مواضع الشعر كما قال طرفة " وراد أو شقر ". اللغة: الدهمة السواد وإدهام الزرع إذا علاه السواد رِيّاً ومنه الدهماء وتصغيره الدهيماء للداهية سميت بذلك لظلامها والدهماء القدر والنضخ بالخاء المعجمة أكثر من النضح بالحاء غير المعجمة لأن النضح الرَّش وبالخاء كالبزل والنضّاخة الفوارة التي ترمي بالماء صعداً والرمان مشتقّ من رمَّ يرم رمّاً لأن من شأنه أن يرمّ الفؤاد بجلائه له والخيرات جمع خيرة والرجل خير والرجال خيار وأخيار قال:
وَلَقَدْ طَعَنْتُ مَجامِعَ الرَّبَلاتِ   رَبَلاتِ هِنْــدِ خَيرةَ الْمَلكاتِ
وقال الزجاج أصل خيرات خيّرات فخفف والخيام جمع خيمة وهي بيت من الثياب على الأعمدة والأوتاد مما يتخذ للأصحار والرفوف رياض الجنة من قولهم رفّ النبات يرفّ أي صار غضاً نضراً. وقيل: الرفوف المجالس. وقيل: الوسائد. وقيل: إن كل ثوب عريض عند العرب فهو رفرف قال ابن مقبل:
وَإنَّــا لَنَزَّالُــــونَ تَغْشـــى نِعالَنــا   سَواقِطُ مِنْ أصْنافِ رَيْطٍ وَرَفْرَفِ
والعبقري عتاق الزرابي والطنافس المخملة الموشمة وهو اسم الجنس واحدته عبقرية قال أبو عبيدة: كل شيء من البُسُط عبقري وكل ما بولغ في وصفه بالجودة نسب إلى عبقر وهو بلد كان يوشى فيه البُسُط وغيرها.

السابقالتالي
2 3 4