الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى ٱلْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { كَأَنَّهُنَّ ٱلْيَاقُوتُ وَٱلْمَرْجَانُ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { هَلْ جَزَآءُ ٱلإِحْسَانِ إِلاَّ ٱلإِحْسَانُ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

القراءة: قرأ الكسائي وحده { لم يطمثهن } بكسر الميم في إحداهما وضمها في الأخرى والباقون بكسر الميم في الحرفين معاً. الحجة: قال أبو علي يطمث ويطمث لغتان وقال أبو عبيدة { لم يطمثهن } أي لم يمسهن يقال ما طمث هذا البعير حبل قط أي ما مسه قال رؤبة:
كالبيــض لــم يطمــث بهــن طامــثُ   
اللغة: الأفنان جمع فنن وهو الغصن الغضّ الورق ومنه قولهم هذا فن آخر أي نوع آخر ويجوز أن يكون جمع فن والاتكاء الاستناد للتكرمة والإمتاع والتكأة تطرح للإنسان في مجالس الملوك للإكرام والإجلال وهو من وكأت السقاء إذا شددته ومنه قولهم العين وكاء السه والفرش جمع فراش وهو الموطأ الممهد للنوم عليه والبطائن جمع بطانة وهو باطن الظهارة والجني الثمرة التي قد أدركت على الشجرة وهو صلح أن يجني ومنه قول عمرو بن عدي:
هذا جَنايَ وَخِيارُهُ فِيهِ   إذْ كُــلُّ جانٍ يَدُهُ إلى فِيهِ
وتمثل به علي ع وأصل الطمث الدم يقال طمثت المرأة إذا حاضت وطمثت إذا دميت بالاقتضاض وبعير لم يطمث إذا لم يمسه حبل ولا رحل قال الفرزدق:
دُفِعــْنَ إلَيَّ لَمْ يُطْمَثْنَ قَبْلِي   وَهُنَّ أصَحُّ مِنْ بيضِ النَّعامِ
الإعراب: { متكئين } حال من المجرورة باللام أي لهم جنتان في هذه الحالة وما بين قوله { جنتان } إلى قوله { متكئين } صفات لجنتين بطائنها من استبرق ابتداء وخبر في موضع الجر وصف لفرش وقوله { وجنى الجنتين دانٍ } اعتراض وقوله { فيهن قاصرات الطرف } صفة أخرى لفرش وقوله { كأنهن الياقوت والمرجان } حال لقاصرات الطرف أي مشابهات للياقوت والمرجان وقوله { هل جزآء الإحسان إلا الإحسان } اعتراض بين المعطوف والمعطوف عليه والتقدير ولهم من دونهما جنتان. المعنى: ثم عقب سبحانه الوعيد بالوعد فقال { ولمن خاف مقام ربه } أي مقامه بين يدي ربه للحساب فترك المعصية والشهوة قال مجاهد وهو الذي يهم بالمعصية فيذكر الله تعالى فيدعها. وقيل: هذا لمن راقب الله تعالى في السر والعلانية جملة فما عرض له من محرم تركه من خشية الله وما عرض له من خير عمله وأفضى به إلى الله تعالى لا يطلع عليه أحد وقال الصادق ع: من علم أن الله يراه ويسمع ما يقول من خير وشر فيحجزه ذلك عن القبيح من الأعمال فله { جنتان } أي جنة عدن وجنة النعيم عن مقاتل. وقيل: بستانان من بساتين الجنة إحداهما داخل القصر والأخرى خارج القصر كما يشتهي الإنسان في الدنيا. وقيل: إحدى الجنتين منزله والأخرى منزل أزواجه وخدمه عن الجبائي. وقيل: جنة من ذهب وجنة من فضة. ثم وصف الجنتين فقال { ذواتا أفنان } أي ذواتا ألوان من النعيم عن ابن عباس. وقيل: ذواتا ألوان من الفواكه عن الضحاك.

السابقالتالي
2 3