الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَد يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِٱلنُّذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } * { نِّعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ } * { وَلَقَدْ أَنذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْاْ بِٱلنُّذُرِ } * { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ } * { فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُدَّكِرٍ } * { وَلَقَدْ جَآءَ آلَ فِرْعَوْنَ ٱلنُّذُرُ } * { كَذَّبُواْ بِئَايَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عِزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ }

الإعراب: سحر إذا كان نكرة يراد به سحر من الأسحار يقال رأيت زيداً سحراً من الأسحار فإذا أردت سحر يومك قلت أتيته بسحرَ وأتيته سحرَ وقوله { نعمة } مفعول له وقوله { بكرة } ظرف زمان فإذا كان معرفة بأن تريد بكرة يومك تقول أتيته بكرةَ وغدوةَ لم تصرفهما فبكرة هنا نكرة. المعنى: ثم أقسم سبحانه فقال { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدَّكر } قال قتادة أي فهل من طالب علم يتعلم { كذبت قوم لوط بالنذر } أي بالإِنذار. وقيل: بالرسل على ما فسّرناه { إنا أرسلنا عليهم حاصباً } أي ريحاً حصبتهم أي رمتهم بالحجارة والحصباء قال ابن عباس يريد ما حصبوا به من السماء من الحجارة في الريح قال الفرزدق:
مُسْتَقْبِلِينَ شِمال الشَّامِ تَضْرِبُنا   بِحاصِــبٍ كَنَدِيفِ الْقُطْنِ مَنْثُورِ
ثم استثنى آل لوط فقال { إلا آل لوط نجيناهم } أي خلصناهم { بسحر } من ذلك العذاب الذي أصاب قومه { نعمة من عندنا } أي إنعاماً فيكون مفعولاً له ويجوز أن يكون مصدراً وتقديره أنعمنا عليهم بذلك نعمة { كذلك } أي كما أنعمنا عليهم { نجزي من شكر } قال مقاتل يريد من وحد الله تعالى لم يعذب مع المشركين. { ولقد أنذرهم } لوط { بطشتنا } أي أخذنا إياهم بالعذاب { فتماروا بالنذر } أي تدافعوا بالإِنذار على وجه الجدال بالباطل. وقيل: معناه فشكوا ولم يصدقوه وقالوا كيف يهلكنا وهو واحد منا وهو تفاعلوا من المرية. { ولقد راودوه عن ضيفه } أي طلبوا منه أن يسّلم إليهم أضيافه { فطمسنا أعينهم } أي محوناها والمعنى عميت أبصارهم عن الحسن وقتادة. وقيل: معناه أزلنا تخطيط وجوههم حتى صارت ممسوحة لا يرى أثر عين وذلك أن جبرائيل ع صفق أعينهم بجناحه صفقة فاذهبها والقصة مذكورة فيما مضى وتم الكلام. ثم قال { فذوقوا عذابي ونذر } أي فقلنا لقوم لوط لما أرسلنا عليهم العذاب ذوقوا عذابي ونذري { ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر } أي أتاهم صباحاً عذاب نازل بهم حتى هلكوا جميعاً { فذوقوا عذابي ونذر } ووجه التكرار أن الأول عند الطمس والثاني عند الائتفاك فكلما تجدد العذاب تجدد التقريع. { ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر } مر معناه { ولقد جآء آل فرعون } النذر أي متابعي فرعون بالقرابة والدين { النذر } أي الإِنذار. وقيل: هو جمع نذير يعني الآيات التي أنذرهم بها موسى { كذبوا بآياتنا كلها } وهي الآيات التسع التي جاءهم بها موسى. وقيل: بجميع الآيات لأن التكذيب بالبعض تكذيب بالكل { فأخذناهم } بالعذاب { أخذ عزيز } أي قادر لا يمتنع عليه شيء فيما يريد { مقتدر } على ما يشاء.