الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } * { وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } * { وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَآءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } * { وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ ٱلأَنبَآءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } * { حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ ٱلنُّذُرُ } * { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ ٱلدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ } * { خُشَّعاً أَبْصَٰرُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ ٱلأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } * { مُّهْطِعِينَ إِلَى ٱلدَّاعِ يَقُولُ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } * { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَٱزْدُجِرَ } * { فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَٱنتَصِرْ }

القراءة: قرأ أبو جعفر وكل أمر مستقر بالجر والباقون بالرفع وقرأ ابن كثير ونافع يوم يدع الداع بغير ياء ومهطعين إلى الداعي بياء في الوصل، وروي عن ورش يوم يدع الداعي بياء في الوصل وقرأهما أبو جعفر وأبو عمرو بإثبات الياء في الوصل والباقون بغير ياء في وصل ولا وقف وقد تقدم القول في هذا النحو وقرأ ابن كثير إلى شيء نكر بالتخفيف والباقون نكر بضمتين، وقرأ أهل العراق غير عاصم خاشعاً أبصارهم والباقون خشعاً وفي الشواذ قراءة حذيفة وقد انشق القمر وقراءة مجاهد والجحدري وأبي قلابة إلى شيء نكر. الحجة: من قرأ مستقر بالجر جعله صفة لأمر ومن قرأه بالرفع جعله خبراً لكل أمر وأما قراءة نكر فإنه على فُعُل وهو أحد الحروف التي جاءت صفة على هذه الزنة ومثله ناقة أُجد ومشية سجُعُ صفة قال:
دَعُوا التَّحاجُؤ وامْشُوا مَشْيَةً سُجُحاً   إنَّ الرِجـــالَ ذَوّو غَضْــبٍ وَتَذْكيــرِ
ومن قرأ نكر خففه مثل رسل وكتب والضمة في تقدير الثبات ومن قرأ خاشعاً أبصارهم فإنه كما لم يلحق علامة التأنيث لم يجمع وحسن أن لا يؤنث لأن التأنيث ليس بحقيقي ومن قال خشعاً فقد أثبت ما يدل على الجمع وهو على لفظ الإفراد دلّ لفظ الجمع على لفظ ما يدلّ عليه التأنيث الذي ثبت في نحو قوله في الآية الأخرىخاشعة أبصارهم } [القلم: 43] وخشعت الأصوات للرحمن } [طه: 108] قال الزجاج ولك في أسماء الفاعلين إذا تقدمت على الجماعة التوحيد نحو قولهخشعاً أبصارهم } [القمر: 7] ولك التوحيد والتأنيث نحو خاشعة أبصارهم ولك الجمع نحو خشعاً أبصارهم تقول مررت بشباب حسن أوجههم وحسان وجوههم وحسنة أوجههم قال:
وَشَبــاب حَسَـنٍ أوْجُهُهُمْ   منْ أيادِ بْنِ نَزارِ بْنِ مَعَدِّ
قال ابن جني قراءة حذيفة وقد انشق القمر يجري مجرى الموافقة على إسقاط العذر ورفع التشكك أي قد كان انشقاق القمر متوقعاً دلالة على قرب الساعة فإذا كان قد انشق وانشقاقه من أشراطها وقد يوكد الأمر في قرب وقوعها وذلك أنّ قد إنما هو جواب وقوع أمر كان متوقعاً. اللغة: في اقتربت زيادة مبالغة على قرب كما أن في اقتدر زيادة مبالغة على قدر لأن أصل افتعل أعداد المعنى بالمبالغة نحو اشتوى إذا اتخذ شواء بالمبالغة في أعداده والأهواء جمع الهوى وهو رقة القلب بميل الطباع كرقة هواء الجو يقال هوي يهوى هوىً فهو هو إذا مال طبعه إلى الشيء والمزدجر المتعظ مفتعل من الزجر إلا أن التاء أبدلت دالاً لتوافق الزاي بالجهر ويقال أنكرت الشيء فهو منكر ونكرته فهو منكور وقد جمع الأعشى بين اللغتين فقال:
وَأنْكَرَتْنِــي وَمـا كانَ الَّذِي نَكِرَتْ   مِنَ الْحَوادِثِ إلاَّ الشَّيبَ والصَّلَعا

السابقالتالي
2 3 4