الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ } * { وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ } * { وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ } * { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ } * { وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ } * { تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ }

القراءة: قرأ أبو جعفر وابن عامر ويعقوب ففتحنا بالتشديد والباقون بالتخفيف. الحجة: وجه التخفيف أن فعلنا بالتخفيف يدل على القليل والكثير ووجه التثقيل أنه يخص الكثير ويقويه قولهمفتحة لهم الأبواب } [ص: 50]. اللغة: الهمر صب الدمع والماء بشدة والانهمار الانصباب قال أمرؤ القيس:
راحَ تَمْرَيهِ الصَّبا ثُمَّ انْتَحى   فِيــهِ شُؤْبُوبُ جَنُــوبٍ مُنْهَمِـرُ
والتفجير تشقيق الأرض عن الماء والعيون جمع عين الماء وهو ما يفور من الأرض مستديراً كاستدارة عين الحيوان فالعين مشتركة بين عين الحيوان وعين الماء وعين الذهب وعين السحاب وعين الركبة والدسر المسامير التي تشد بها السفينة وأحدها دسار ودسير ودسرت السفينة أدسرها دسراً إذا شددتها. وقيل: إن أصل الباب الدفع يقال دسره بالرمح إذا دفعه بشدة والدسر صدر السفينة لأنه يدسر به الماء أي يدفع ومنه الحديث في العنبر: " هو شيء دسره البحر " ومدّكر أصله مذتكر فقلبت التاء دالاً لتواخي الذال بالجهر ثم أدغمت الذال فيها والنذر اسم من الإنذار يقوم مقام المصدر يقال أنذره نذراً بمعنى إنذاراً ومثله أنزله نزلاً بمعنى إنزالاً ويجوز أن يكون جمع نذير والصرصر الريح الشديدة الهبوب حتى يسمع صوتها وهو مضاعف صر يقال صرّ وصرصر وكبّ وكبكب ونه ونهنه والمستمر الجاري على طريقة واحدة وأعجاز النخل أسافله والنخل يذكر ويؤنث والمنقعر المنقلع عن أصله لأن قعر الشيء قراره وتقعّر في كلامه تقعّراً إذا تعمّق. الإعراب: عيوناً نصب على التمييز أو الحال والأصل وفجرنا عيون الأرض والمعنى وفجرنا جميع الأرض عيوناً ويجوز أن يكون تقديره بعيون فحذف الجار ويجوز أن يكون التقدير وفجرنا من الأرض عيوناً وقوله على أمر في موضع نصب على الحال وقوله { بأعيننا } في موضع نصب بأنه ظرف مكان جزاء منصوب بأنه مفعول له ويجوز أن يكون مصدراً وضع موضع الحال والمعنى فعلنا ذلك مجازين جزاء وآية منصوية على الحال من الهاء في تركناها. المعنى: ثم بين سبحانه إجابته لدعاء نوح ع فقال { ففتحنا أبواب السمآء } ها هنا حذف معناه فاستجبنا لنوح دعاءه ففتحنا أبواب السماء أي أجرينا الماء من السماء كجريانه إذا فتح عنه باب كان مانعاً له وذلك من صنع الله الذي لا يقدر عليه سواه وجاز ذلك على طريق البلاغة { بماء منهمر } أي منصب انصباباً شديداً لا ينقطع. { وفجرنا الأرض عيوناً } أي شققنا الأرض بالماء عيوناً حتى جرى الماء على وجه الأرض { فالتقى المآء } يعني فالتقى الماءان: ماء السماء وماء الأرض وإنما لم يثن لأنه اسم جنس يقع على القليل والكثير { على أمر قد قدر } فيه هلاك القوم أي على أمر قد قدره الله تعالى وهو هلاكهم. وقيل: على أمر قد قدره الله تعالى وعرف مقداره فلا زيادة فيه ولا نقصان.

السابقالتالي
2 3