الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } * { وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } * { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } * { وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } * { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } * { وَثَمُودَ فَمَآ أَبْقَىٰ } * { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ } * { وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ } * { فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ } * { هَـٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ } * { أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ } * { لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ } * { أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ } * { وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ } * { وَأَنتُمْ سَامِدُونَ } * { فَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ وَٱعْبُدُواْ }

القراءة: قرأ أهل المدينة والبصرة غير سهل عادَ لُّولى مدغمة غير منونة ولا مهموزة إلا في رواية قالون عن نافع فإنه روي عنه عاد لّؤلي مهموزة ساكنة وقرأ الباقون عاداً الأولى منونة مهموزة غير مدغمة وقرأ عاصم وحمزة ويعقوب وثمود فما أبقى بغير تنوين والباقون وثموداً بالتنوين. الحجة: قال أبو علي قال أبو عثمان أساء عندي أبو عمرو في قراءته لأنه أدغم النون في لام المعرفة واللام إنما تحركت بحركة الهمزة وليست بحركة لازمة والدليل على ذلك أنك تقول الحَمَر فإذا طرحت حركة الهمزة على اللام لم يحذف ألف الوصل لأنها ليست بحركة لازمة قال أبو عثمان ولكن كان أبو الحسن روى عن بعض العرب أنه كان يقول هذا لَحمر قد جاء فيحذف ألف الوصل لحركة اللام وقال أبو علي القول في عاداً الأولى أن من حقق الهمزة في الأولى سكن لام المعرفة وإذا سكنت لام المعرفة والتنوين من قولك عاداً المنصوب ساكنٌ التقى ساكنان النون في عاداً ولام المعرفة فحركت التنوين بالكسر لالتقاء الساكنين وهذا وجه قول من لم يدغم وقياس قول من قال أحد الله فحذف التنوين لالتقاء الساكنين أن يحذفه هنا أيضاً كما حذفه في أحد الله وكما حذفه في قوله ولا ذاكراً الله إلا أن ذا لا يدخل في القراءة وإن كان قياساً وجاء في الشعر كثيراً وجاء في بعض القراءة. ويجوز في قول من خفف الهمزة من الأولى على قول من قال الحَمر فلم يحذف الهمزة التي للوصل أن يحرك التنوين فيقول عادنِ الولى كما يقول ذلك إذا حقق الهمزة لأن اللام على هذا في تقدير السكون فكما تكسر التنوين لالتقاء الساكنين كذا تكسره في هذا القول لأن التنوين في تقدير الالتقاء مع الساكن ومن حرك لام المعرفة وحذف همزة الوصل فقياسه أن يسكن النون من عادن فيقول عادن لولى لأن اللام ليس في تقدير السكون كما كان في الوجه الأول كذلك ألا ترى أنه حذف همزة الوصل فإذا كان كذلك ترك النون على سكونها كما تتركه في نحو عاد ذاهب فأما قول أبي عمرو وعادَ لُولَى فإنه لما خفف الهمزة التي هي منقلبة عن الفاء لاجتماع الواوين أولا ألقى حركتها على اللام الساكنة. وقيل: اللام نون ساكنة فأدغمها في اللام كما يدغمها في الراء في نحو من رّاشد وذلك بعد أن يقلبها لاماً أو راءاً فإذا أدغمها فيها صار " عَادَ لُّولَى " وخرج عن الإساءة التي نسبها إليه أبو عثمان من وجهين: أحدهما: أن يكون تخفيف الهمزة من قوله الأولى على قول من قال لحُمَر كأنه يقول في التخفيف للهمزة قبل الإدغام لّولَى فخرجت اللام من حكم السكون بدلالة حذف همزة الوصل معه فحسن الإدغام فيه: والوجه الآخر: أن يكون أدغم على قول من قال الولى الحَمَر فلم يحذف الهمزة التي للوصل مع إلقاء الحركة على لام المعرفة لأنه في تقدير السكون فلا يمتنع أن يدغم فيه كما لا يمتنع أن يدغم في نحو رد وفر وعض وإن كانت لاماتهن سواكن وتحركها للإدغام كما تحركت السواكن التي ذكرنا للإدغام وأما ما روي عن نافع من أنه همز فقال عَادَ لُؤْلَى فإنه كما روي عن ابن كثير من قوله على سؤقه فوجهه أن الضمة لقربها من الواو وأنه لم يحجز بينهما شيء صارت كأنها عليها فهمزها كما تهمز الواوات إذا كانت مضمومة نحو أدْؤر والغوؤر هذه لغة قد رويت وحكيت وإن لم تكن بتلك الفاشية.

السابقالتالي
2 3 4