الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِٱلْحُسْنَى } * { ٱلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ ٱلإِثْمِ وَٱلْفَوَاحِشَ إِلاَّ ٱللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ ٱلْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلاَ تُزَكُّوۤاْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰ } * { أَفَرَأَيْتَ ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ } * { وَأَعْطَىٰ قَلِيلاً وَأَكْدَىٰ } * { أَعِندَهُ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ } * { أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ } * { وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ } * { أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } * { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَىٰ } * { وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ } * { ثُمَّ يُجْزَاهُ ٱلْجَزَآءَ ٱلأَوْفَىٰ }

اللغة: قال الفراء اللمم أن يفعل الإنسان الشيء في الحين ولا يكون له عادة ومنه إلمام الخيال والإلمام الزيارة التي لا تمتد وكذلك اللمام قال أمية:
إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمَّ تَغْفِرْ جَمَّا   وَأَيُّ عَبْــدٍ لَكَ لا أَلَمَّـــــا
وقد روي أن إلنبي صلى الله عليه وسلم كان ينشدهما ويقولهما أي لم يلم بمعصية وقال أعشى باهله:
تَكْفِيـــهِ حُـــزَّةُ فِلْذ إن أَلَــمَّ بِهـــــا   مِنَ الشَّواءِ وَيَرْوي شُرْبَهُ الغُمْرُ
أجنة جمع جنين قال رؤبة:
أَجِنَّةٌ في مُسْتَكِنَّاتِ الحَلَقْ   
وقال عمرو بن كلثوم:
وَلا شَمْطاءُ لَمْ يَتْرُكْ شَقاها   لَهــا مِنْ تِسْعَـةٍ إِلاَّ جَنينا
أي دفيناً في قبره وأكدى أي قطع العطاء كما تقطع البئر الماء واشتقاقه من كدية الركية وهي صلابة تمنع الماء إذا بلغ الحافر إليها يئس من الماء فيقال أكدى إذا بلغ الكُدية ويقال كديت أصابعه إذا كلت فلم تعمل شيئاً وكديت أظفاره إذا غلظت وكدى النبت إذا قل ريعه والأصل واحد فيها. الإعراب: إلا اللمم منصوب على الاستثناء من الإثم والفواحش لأن اللمم دونهما إلا أنه منهما. إذ أنشأكم العامل في إذ قوله أعلم بكم في بطون أمهاتكم يجوز أن يتعلق بنفس أجنة وتقديره إذ أنتم مستترون في بطون أمهاتكم ويجوز أن يتعلق بمحذوف فيكون صفة لأجنة وقوله ألا تزر وازرة وزر أخرى تقديره أنه لا تزر وهو في موضع جبر بدلاً من قوله ما في صحف موسى وما اسم موصول. النزول: نزلت الآيات السبع أفرأيت الذي تولى في عثمان بن عفان كان يتصدق وينفق ماله فقال له أخوه من الرضاعة عبد الله بن سعد بن أبي سرح: ما هذا الذي تصنع يوشك أن لا يبقى لك شيء فقال عثمان: إن لي ذنوباً وإني أطلب بما أصنع رضى الله وأرجو عفوه فقال له عبد الله: أعطني ناقتك وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها فأعطاه وأشهد عليه وأمسك عن الصدقة فنزلت أفرأيت الذي تولى أي يوم أحد حين ترك المركز وأعطى قليلاً ثم قطع نفقته إلى قوله وإن سعيه سوف يرى فعاد عثمان إلى ما كان عليه عن ابن عباس والسدّي والكلبي وجماعة من المفسرين. وقيل: نزلت في الوليد بن المغيرة وكان قد اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دينه فعيره بعض المشركين وقالوا تركت دين الأشياخ وضللتهم وزعمت أنهم في النار قال إني خشيت عذاب الله فضمن له الذي عاتبه إن هو أعطاه شيئاً من ماله ورجع إلى شركه أن يتحمل عنه عذاب الله ففعل فأعطى الذي عاتبه بعض ما كان ضمن له ثم بخل ومنعه تمام ما ضمن له فنزلت أفرأيت الذي تولى عن الإيمان وأعطى صاحبه الضامن قليلاً وأكدى أي بخل بالباقي عن مجاهد وابن زيد.

السابقالتالي
2 3