الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ } * { تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ } * { إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ } * { أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } * { فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ } * { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنْثَىٰ } * { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً } * { فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱهْتَدَىٰ }

القراءة: قرأ ابن كثر غير ابن فليح ضئزى بالهمز والباقون بغير همز. الحجة: قال أبو علي قوله تلك إذا قسمة ضيزى أي ما نسبتموه إلى الله سبحانه من اتخاذ البنات قسمة جائرة وقولهم قسمة ضيزى ومشية حيكى حمله النحويون على أنه في الأصل فعلى بالضم وإن كان اللفظ على فعلى كما أن البيوت والعصى في الأصل فعول وإن كانت الفاء مكسورة وإنما حملوها على أنها فعلى لأنهم لم يجدوا شيئاً من الصفات على فعلى كما وجدوا الفُعلى والفَعلى وقال أبو عبيدة ضزته حقه وضزته أضوزه أي نقصته ومنعته فمن جعل العين منه واواً فالقياس أن يقول ضوزى وقد حكي ذلك فأما من جعله ياء من قولك ضزته فكان القياس أيضاً أن يقول ضوزى ولا يحتفل بانقلاب الياء إلى الواو لأن ذلك إنما ذكره في بيض وعين جمع بيضاء وعيناء لقربة من الطرف وقد بعد من الطرف ها هنا بحرف التأنيث وليست هذه العلامة في تقدير الانفصال كالتاء فكان القياس أن لا يحفل بانقلابها إلى الواو. المعنى: ثم قال سبحانه منكراً على كفار قريش قولهم الملائكة بنات الله والأصنام كذلك ألكم الذكر وله الأنثى أي كيف يكون ذلك كذلك وأنتم لو خيرتم لاخترتم الذكر على الأنثى فكيف أضفتم إليه تعالى ما لا ترضونه لأنفسكم { تلك إذاً قسمة ضيزى } أي جائرة غير معتدلة بمعنى أن القسمة التي قسمتم من نسبة الأناث إلى الله تعالى وإيثاركم بالبنين قسمة غير عادلة. { إن هي إلا أسمآء سميتموها أنتم وآباؤكم } أي ليس تسميتكم لهذه الأصنام بأنها آلهة وأنها بنات الله إلا أسامي لا معاني تحتها لأنه لا ضر عندها ولا نفع فهي تسميات القيت على جمادات { ما أنزل الله بها من سلطان } أي لم ينزل الله كتاباً لكم فيه حجة بما تقولونه عن مقاتل. ثم رجع إلى الإخبار عنهم بعد المخاطبة فقال { إن يتبعون إلا الظن } الذي ليس بعلم { وما تهوى الأنفس } أي وما تميل إليه نفوسهم { ولقد جآءهم من ربهم الهدى } أي البيان والرشاد بالكتاب والرسول عجب سبحانه من حالهم حيث لم يتركوا عبادتها مع وضوح البيان. ثم أنكر عليهم تمنيهم شفاعة الأوثان فقال لهم { أم للإنسان } أي للكافر { ما تمنى } من شفاعة الأصنام { فلله الآخرة والأولى } فلا يملك فيهما أحد شيئاً إلا بإذنه. وقيل: معناه بل للإنسان ما تمنى من غير جزاء لا ليس الأمر كذلك لأن لله الآخرة والأولى يعطي منهما من يشاء. وقيل: معناه ليس للإنسان ما تمنى من نعيم الدنيا والآخرة بل يفعله الله تعالى بحسب المصلحة ويعطي الآخرة للمؤمنين دون الكافرين عن الجبائي وهذا هو الوجه الأوجه لأنه أعم فيدخل تحته الجميع.

السابقالتالي
2