الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلطُّورِ } * { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } * { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } * { وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } * { وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } * { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } * { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } * { مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } * { يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوْراً } * { وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ سَيْراً } * { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ } * { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } * { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } * { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } * { ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

اللغة: قال المبرد يقال لكل جبل طور فإذا دخلت الألف واللام للمعرفة فهو لشيء بعينه والرقّ جلد يكتب فيه وأصله من اللمعان يقال ترقرق الشيء إذا لمع والرقراق ترقرق السراب والمسجور المملوء يقال سجرت التنور أي ملأتها ناراً وعين سجراء ممتلئة فيها حمرة كأنها احمرت مما هو حولها كالسجار للتنور قال لبيد:
فَتَوَسَّطا عُرْضَ السَّريِّ فَصَدَّعا   مَسْجُـــورَةً مُتَجـــاوِراً قُلاَّمُهـــا
والمور تردد الشيء بالذهاب والمجيء كما يتردد الدخان ثم يضمحل مار يمور موراً فهو مائر وروي بيت الأعشى:
كَـــأَنَّ مِشْيَتها مِنْ بَــيْتِ جارَتِها   مَوْرُ السَّحابَةِ لا رَيْثُ وَلا عَجَلُ
وقيل مر السحابة والخوض الدخول في الماء بالقدم وشبه به الدخول في القول والدع الدفع يقال دعه يدعّه دعّا وصكّه يصكّه صكّاً مثله. الإعراب: والطور الواو للقسم وما بعده عطف عليه والعامل في قوله { يوم تمور السمآء موراً } قوله واقع أي يقع في ذلك اليوم ويجوز أن يكون يوم ها هنا على تقدير إذا ويكون العامل فيه جوابه وهو الفاء وما بعده من قوله { فويل يومئذ للمكذبين } كما جاءويوم يحشر أعدآء الله إلى النار فهم يوزعون } [فصلت: 19] وقوله { ويوم يدعّون } بدل من قوله { يوم تمور السمآء } وإن شئت كان التقدير فيه يوم يدعّون إلى نار جهنم دعّاً يقال لهم هذه النار التي كنتم بها تكذبون فيعمل فيه يقال. { أفسحر هذا } مبتدأ وخبر { أم أنتم } أي بل أنتم لا تبصرون. المعنى: { والطور } أقسم الله سبحانه بالجبل الذي كلم عليه موسى ع بالأرض المقدسة عن الجبائي وجماعة من المفسرين. وقيل: هو الجبل أقسم به لما أودع فيه من أنواع نعمه عن مجاهد والكلبي { وكتاب مسطور } أي مكتوب وهو الكتاب الذي كتبه الله لملائكته في السماء يقرؤون فيه ما كان وما يكون. وقيل: هو القرآن مكتوب عند الله في اللوح المحفوظ وهو الرق المنشور. وقيل: هو صحائف الأعمال التي تخرج إلى بني آدم يوم القيامة فمنهم آخذ كتابه بيمينه وآخذ بشماله وهذا كقولهونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً } [الإسراء: 13] عن الفراء. وقيل: هو التوراة كتبها الله لموسى فخص الطور بالذكر لبركتها وكثرة منافعها في الدنيا وذكر الكتاب لعظم موقعها من الدين عن الكلبي. وقيل: إنه القرآن يكتبه المؤمنون. { في رق منشور } أي وينشرونه لقراءته والرق ما يكتب فيه. وقيل: الرق هو الورق عن أبي عبيدة. وقيل: إنما ذكر الرق لأنه من أحسن ما يكتب فيه وإذا كتبت الحكمة فيما هو على هذه الصفة كان أبهى والمنشور المبسوط. { والبيت المعمور } وهو بيت في السماء الرابعة بحيال الكعبة تعمره الملائكة بما يكون منها فيه من العبادة عن ابن عباس ومجاهد وروي أيضاً عن أمير المؤمنين ع قال: ويدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه أبداً وروي عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

السابقالتالي
2