الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ يَـٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ مَّآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }

النزول: قال ابن عباس: جاء جماعة من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له ألست تقر بأن التوراة من عند الله قال: " بلى " قالوا: فإنا نؤمن بها ولا نؤمن بما عداها فنزلت الآية. المعنى: ثم أمر سبحانه النبي صلى الله عليه وسلم أن يخاطب اليهود فقال { قل } يا محمد { يا أهل الكتاب لستم على شيء } من الدين الصحيح { حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم } أي حتى تُقرّوا بالتوراة والإنجيل والقرآن المنزل إلى جميع الخلق. وقيل: معناه حتى تقيموا التوراة والإنجيل بالتصديق بما فيهما من البشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم والعمل بما يوجب ذلك فيهما. وقيل: معناه الأمر بإقامة التوراة والإنجيل وما فيهما وإنما كان ذلك قبل النسخ لهما عن الجبائي { وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً } مَرَّ تفسيره قبل { فلا تأس على القوم الكافرين } أي لا تحزن عليهم وهذه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم أي فلا تحزن فإن تكذيب الأنبياء عادتهم ودأبهم. وقيل: معناه لا تحزن على ذلك الكفر وتجاوز الحد في الظلم منهم فإن ضرر ذلك عائد عليهم. وقيل: معناه لا تحزن على هلاكهم وعذابهم فذلك جزاؤهم بفعالهم.