الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ وَٱلْدَّمُ وَلَحْمُ ٱلْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ ٱللَّهِ بِهِ وَٱلْمُنْخَنِقَةُ وَٱلْمَوْقُوذَةُ وَٱلْمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُواْ بِٱلأَزْلاَمِ ذٰلِكُمْ فِسْقٌ ٱلْيَوْمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَٱخْشَوْنِ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

القراءة: روي في الشواذ قراءة ابن عباس وأكيل السبع وعن الحسن وما أكل السَبْع بسكون الباء وقراءة يحيى بن وثاب وإبراهيم غير متجنف لإثم. الحجة: قال ابن جني الأكيلة اسم للمأكول كالنطيحة والأكيل للجنس والعموم يصلح للمذكر والمؤنث تقول: مررت بشاة أكيل أي قد أكلها الأسد ونحوه وتقول وما لنا طعام إلا الأكيلة أي الشاة أو الجزور المعدة للأكل وإن كانت قد أكلت فهي بلا هاء فأكيل السبع ما أكل بعضه السبع والسَبْع تخفيف للسَبُع قال حسان في عتبة بن أبي لهب:
مَنْ يَرْجِعِ العامَ إلى أَهْلِــهِ   فَما أَكيلُ السَبْعِ بِالرَّاجعِ
وقولـه: متجانف ومتجنّف بمعنى وَتَفَعَّل أبلغ من تفاعل فمتجنف بمعنى متميّل ومُتَأوّد ومُتجانف مثل متمايل ومُتآود. اللغة: أصل الإهلال رفع الصوت بالشيء ومنه استهلال الصبي وهو صياحه إذا سقط من بطن أمه ومنه إهلال المحرم بالحج أو العمرة إذا لبّى به قال ابن أحمر:
يُهِلُّ بِالفَرقَـــدِ رُكْباننـــا   كَما يُهِلُّ الراكِبُ المُعْتَمِرْ
وسمي الهلال هلالاً لأنه يرفع الصوت عنده. ويقال خنقه خنقاً إذا ضغطه ومنه المخنقة للقلادة والوقذ شدة الضرب. يقال: وقذتها أقذها وقذاً وأوقذتها إيقاذاً إذا أثخنتها ضرباً قال الفرزدق:
شَغَّارَةٌ تَقِذُ الفَصِيلَ بِرِجْلِها   فَطَّـــارَةٍ لِقَوادِمِ الأَبْكارِ
الردى: الهلاك والتردي التهور والنطيحة المنطوحة نقل عن مفعول إلى فعيل وإنما يثبت فيها الهاء وإن كان فعيل بمعنى المفعول لا تثبت فيه الهاء مثل لحية دهين وعين كحيل وكفّ خضيب لأنها دخلت في حيز الأسماء. وقال بعض الكوفيين إنما تحذف الهاء من فعيلة بمعنى مفعولة إذا كانت صفة الاسم قد تقدمها مثل كف خضيب وعين كحيل فأما إذا حذفت الكف والعين وما يكون فعيلة نعتاً له واجتزوا بفعيل أثبتوا فيه هاء التأنيث ليعلم ثبوتها فيه أنها صفة لمؤنث فيقال: رأينا كحيلة وخضيبة والتذكية فري الأوداج والحلقوم لما كانت فيه حياة ولا يكون بحكم الميت وأصل الذكاء في اللغة تمام الشيء فمن ذلك الذكاء في السن والفم. قال الخليل: الذكاء أن يأتي في السن على القروحة وهي في ذات الحافر وهي البزولة في ذات الخف وهي الصلوغة في ذات الظلف وذلك تمام استكمال القوة قال زهير:
يُفَضّلُهُ إذا اجْتَهَدا عَلَيْها   تَمامُ السِّــنِّ مِنْهُ وَالذَّكَاءُ
وفي المثل جَرْيُ المُذَكِيَّاتِ غِلابٌ، أي جري المسان التي قد أَسنت مغالبةً يريد أن المسان يحتمل أن تؤخذ بالغلبة لفضل قوتها والصغار لا تحمل على ذلك وتداري ويروى غلاء وهي جمع غلوة أي هي تمتد امتداداً كما تريد وليست كالجذع الذي لا علم له فيخرج في أول شوط أقصى ما عنده من الحضر ثم هو مسبوق ومعنى تمام السن النهاية في الشباب فإذا نقص عن ذلك أو زاد فلا يقال له الذكاء والذكاء في الفهم أن يكون تاماً سريع القبول وذكيت النار من هذا أي أتممت إشعالها والنُصُب الحجارة التي كانوا يعبدونها واحدها نصاب وجائز أن يكون واحداً وجمعه أنصاب والأزلام جمع زَلم وزُلَم وهو القِدح والاستقسام طلب القسمة والقَسْم المصدر والقِسم بالكسر النصيب والمخمصة شدة ضمور البطن وهو مفعلة مثل المجبنة والمبخلة من خمص البطن وهو طية واضطماره من الجوع وشدة السغب دون أن يكون مخلوقاً كذلك قال النابغة:

السابقالتالي
2 3 4 5 6