الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ قُل لاَّ يَسْتَوِي ٱلْخَبِيثُ وَٱلطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ ٱلْخَبِيثِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

اللغة: الاستواء على أربعة أقسام استواء في المقدار واستواء في المكان واستواء في الذهاب واستواء في الإنفاق والاستواء بمعنى الاستيلاء راجع إلى الاستواء في المكان لأنه تمكن واقتدار والخبيث أصله الردي مأخوذ من خبث الحديد وهو رديّه بعدما يخلص بالنار جيّده ففي الحديد امتزاج جيّد برديّ والإعجاب سرور بما يتعجب منه والعجب والإعجاب والتعجب من أصل واحد والعجب مذموم لأنه كبر يدخل على النفس بحال يتعجب منها وعَجْب الذَنَب أصله وعجوب الرمل أواخره لانفراده عن جملته كانفراد ما يتعجب به. المعنى: لمَّا بيَّن سبحانه الحلال والحرام بَيَّن أنهما لا يستويان فقال: { قل } يا محمد: { لا يستوي } أي لا يتساوى: { الخبيث والطيب } أي الحرام والحلال عن الحسن والجبائي. وقيل: الكافر والمؤمن عن السدي: { ولو أعجبك } أيها السامع أو أيها الإنسان: { كثرة الخبيث } أي كثرة ما تراه من الحرام لأنه لا يكون في الكثير من الحرام بركة ويكون في القليل من الحلال بركة. وقيل: إن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته { فاتقوا الله } أي فاجتنبوا ما حرَّم الله عليكم { يا أُولي الألباب } يا ذوي العقول { لعلكم تفلحون } أي لتفلحوا وتفوزوا بالثواب العظيم والنعيم المقيم.