الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّـارِ فَيَقُولُ ٱلضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْـبَرُوۤاْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ ٱلنَّارِ } * { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ ٱلْعِبَادِ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلنَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ ٱلْعَذَابِ } * { قَالُوۤاْ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالُواْ بَلَىٰ قَالُواْ فَٱدْعُواْ وَمَا دُعَاءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ }

اللغة: التبع يصلح أن يكون مصدراً يقال تبع تبعاً ويجوز أن يكون جمع تابع نحو خادم وخدم وخائل وخول وغائب وغيب. الإعراب: { أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات } التقدير أو لم تك القصة وتأتيكم رسلكم تفسير القصة فاسم كان مضمر. المعنى: ثم ذكر سبحانه ما يجري بين أهل النار من التحاج فقال { وإذ يتحاجّون في النار } معناه واذكر يا محمد لقومك الوقت الذي يحتاج فيه أهل النار في النار ويتخاصم الرؤساء والأتباع { فيقول الضعفاء } وهم الأتباع { للذين استكبروا } وهم الرؤساء { إنا كنا لكم } معاشر الرؤساء { تبعاً } وكنا نمتثل أمركم ونجيبكم إلى ما تدعوننا إليه { فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار } لأنه يلزم الرئيس الدفع عن أتباعه والمنقادين لأمره أي أهل أنتم حاملون عنّا قسطاً من النار والعذاب الذي نحن فيه. { قال الذين استكبروا إنا كل فيها } أي نحن وأنتم في النار وكل فيها مبتدأ وخبر في موضع رفع بأنه خبران ويجوز أن يكون كل خبر أن المعنى إنا مجتمعون في النار { إن الله قد حكم بين العباد } بذلك وبأن لا يتحمل أحد عن أحد وأنه يعاقب من أشرك به وعبد معه غيره لا محالة. { وقال الذين في النار } أي حصلوا في النار من الأتباع والمتبوعين { لخزنة جهنم } وهم الذين يتولون عذاب أهل النار من الملائكة الموكلين بهم { ادعوا ربكم يخفف عنا يوماً من العذاب } يقولون ذلك لأنه لا طاقة لهم على شدة العذاب ولشدة جزعهم إلا أنهم يطمعون في التخفيف لأن معارفهم ضرورية يعلمون أن عقابهم لا ينقطع ولا يخفَّف عنهم. { قالوا } أي قال الخزنة لهم { أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات } أي الحجج والدلالات على صحة التوحيد والنبوات أي فكفرتم وعاندتم حتى استحققتم هذا العذاب { قالوا بلى } جاءتنا الرسل والبينات فكذَّبناهم وجحدنا نبوتهم { قالوا فادعوا } أي قالت الخزنة فادعوا أنتم فإنا لا ندعوا إلا بإذن ولم يؤذن لنا فيه. وقيل: إنما قالوا ذلك استخفافاً بهم. وقيل: معناه فادعوا بالويل والثبور { وما دعاء الكافرين إلا في ضلال } أي في ضياع لأنه لا ينتفع به.