الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ رَبَّنَآ أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا ٱثْنَتَيْنِ فَٱعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ } * { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فَٱلْحُكْمُ للَّهِ ٱلْعَلِـيِّ ٱلْكَبِيرِ } * { هُوَ ٱلَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ رِزْقاً وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ } * { فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَافِرُونَ } * { رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ ذُو ٱلْعَرْشِ يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ } * { يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ } * { ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ }

القراءة: قرأ روح وزيد عن يعقوب لتنذر بالتاء والباقون بالياء. الحجة: التاء على وجه الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وقراءة القراء بالياء على أن الضمير يعود إلى من يشاء من عباده. الإعراب: { لمن الملك اليوم } انتصب اليوم لمدلول قوله { لمن الملك اليوم } أي لمن ثبت الملك في هذا اليوم ويجوز أن يتعلق بنفس الملك وقال قوم إن الوقف على الملك حسن ويبتدىء اليوم { لله الواحد القهار } أي في هذا اليوم. المعنى: ثم حكى سبحانه عن الكفار الذين تقدم وصفهم بعد حصولهم في النار بأنهم قالوا { ربنا أمتَّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين } اختلف في معناه على وجوه: أحدها: أن الإماتة الأولى في الدنيا بعد الحياة والثانية في القبر قبل البعث والإحياء الآتي في القبر للمسائلة والثانية في الحشر عن السدي وهو اختيار البلخي. وثانيها: أن الإماتة الأولى حال كونهم نطفاً فأحياهم الله في الدنيا ثم أماتهم الموتة الثانية ثم أحياهم للبعث فهاتان حياتان وموتتان ونظيره قولهكيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً } [البقرة: 28] عن ابن عباس وقتادة والضحاك واختاره أبو مسلم. وثالثها: أن الحياة الأولى في الدنيا والثانية في القبر ولم يرد الحياة يوم القيامة والموتة الأولى في الدنيا والثانية في القبر عن الجبائي. { فاعترفنا بذنوبنا } التي اقترفناها في الدنيا { فهل إلى خروج من سبيل } هذا تلطف منهم في الاستدعاء أي هل بعد الاعتراف سبيل إلى الخروج. وقيل: إنهم سألوا الرجوع إلى الدنيا أي هل من خروج من النار إلى الدنيا لنعمل بطاعتك ولو علم الله سبحانه أنهم يفلحون لردَّهم إلى حال التكليف ولذلك قال: ولو ردّوا لعادوا لما نهوا عنه تنبيهاً على أنهم لو صدقوا في ذلك لأجابهم إلى ما تمنّوه وفي الكلام حذف تقديره فأجيبوا بأنه لا سبيل لكم إلى الخروج. { ذلكم } أي ذلكم العذاب الذي حلَّ بكم { بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم } أي إذا قيل لا إله إلا الله قلتم أجعل الآلهة إلهاً واحداً وجحدتم ذلك { وإن يشرك به تؤمنوا } أي وإن شرك به معبود آخر من الأصنام والأوثان تصدقوا { فالحكم لله } في ذلك والفصل بين الحق والباطل { العلي } القادر على كل شيء ليس فوقه من هو أقدر منه أو من يساويه في مقدوره ونقلت هذه اللفظة من علو المكان إلى علو الشأن ولذلك جاز وصفه سبحانه بذلك قال استعلى فلان عليه بالقوة وبالحجة وليس كذلك الرفعة ولذلك لا يوصف مكانه بأنه رفيع كما وصف بأنه علي { الكبير } العظيم في صفاته التي لا يشاركه فيها غيره. وقيل: هو السيد الجليل عن الجبائي. { هو الذي يريكم آياته } أي مصنوعاته التي تدل على كمال قدرته وتوحيده من السماء والأرض والشمس والقمر { وينزل لكم من السماء رزقاً } من الغيث والمطر الذي ينبت ما هو رزق للخلق { وما يتذكر } أي وما يتّعظ بهذه الآيات وليس يتفكر في حقيقتها { إلا من ينيب } أي يرجع إليه.

السابقالتالي
2 3