الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي ٱلْيَتَامَىٰ فَٱنكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلاَّ تَعُولُواْ } * { وَءَاتُواْ ٱلنِّسَآءَ صَدُقَٰتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَّرِيئاً }

عُدَّ ألا تعولوا آية بالإتفاق وهذا مما يشكل ويعسر. القراءة: قرأ أبو جعفر فواحدة بالرفع والباقون بالنصب. الحجة: القراءة بالنصب على أنه مفعول به وتقديره: فانكحوا واحدة ومَنْ رفع فعلى أنه فواحدة كافية أو فواحدة مجزية كقولـه:فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان } [البقرة: 282]. اللغة: الإقساط العدل، والإنصاف. والقسط: الجور. ويقال: ثناء ومثنى وثلاث ومثلثْ ورباع ومربع ولم يسمع فيما زاد عليه مثل خماس ومخمس الأعُشار في بيت الكميت وهو قولـه:
وَلَمْ يَسْتَرِيثُوكَ حَتَّى رَمَيْــ   ــتَ فَوْقَ الْرِّجالِ خِصالاً عُشارا
وقال صخر الغي:
وَلَقَدْ قَتَلْتُكُمْ ثُناءَ وَمَوْحِداً   وَتَرَكْتُ مُرَّةَ مِثْلَ أمْسِ الدَّابِرِ
وعال الرجل يعول عولاً، وعيالة. أي مال، وجار، ومنه عول الفرائض، لأن سهامها إذا زادت دخلها النقص قال أبو طالب:
بميزان قسط وزنه غير عائل   
وعال يعيل عيلة: إذا احتاج قال الشاعر:
فَما يَدْري الْفقيرُ مَتى غناهُ   وما يَدْري الْغَنِيُّ مَتى يَعيلُ
أي يفتقر فمن قال معنى قولـه: { ألا تعولوا } ألا تفتقروا فقد أخطأ، لأنه من باب الياء كما ترى. ومن قال: أن معناه لا تكثر عيالكم، فقد أخطأ أيضاً، لأن ذلك يكون من الإعالة. يقال: أعال الرجل يعيل فهو معيل إذا كثر عياله وعال العيال إذا مانهم من المؤونة ومنه قولـه: " ابدأ بِمَنْ تعول " وقد حكى الكسائي: عال الرجل يعول إذا كثر عياله. والصَداق والصِداق والصَدَقة والصَّدُقة المهر. والنحلة: عطية تكون على غير جهة المثامنة. يقال: نحلت الرجل إذا وهبت له نحلة ونحلاً وسمي النحل نحلاً لأن الله نحل منها الناس العسل الذي في بطونها. وهنيئاً: مأخوذ من هنأت البعير بالقطران. فالهنى: شفاء من المرض كما أن الهناء الذي هو القطران شفاء من الجرب قال:
ما إنْ رَأيْتُ وَلا سَمِعتُ بِهِ   كَالْيَــوْمِ هْانـِيَ أيْنُقٍ جُرْبِ
مُتَبَــــذِّلاً تَبْـــدُو مَحاسِنُــهُ   يَضَعُ الهِناءَ مَواضِعَ الْنَقْبِ
يقال منه هنأني الطعام، ومرأني أي: صار لي دواء وعلاجاً شافياً. وهناني ومراني بالكسر وهي قليلة. وتقول في المستقبل: يهناني ويمراني ويهنئني ويمرأني. وإذا افردوا قالوا: أمراني ولا يقولون أهناني. وقد مرؤ هذا الطعام مراءة. ويقال: هنأت القوم إذا عُلتهم. وهنأت فلاناً المال إذا وهبته له. أهنأه هنأ ومنه المثل إنما سميت هانئاً لتهنئ أي لتعطي. الإعراب: قولـه ما طاب ما ههنا مصدرية عن الفراء أي فانكحوا الحلال ويُروى عن مجاهد أيضاً فانكحوا النساء نكاحاً طيباً. قال المبرد: ما ههنا للجنس كقولك ما عندك فالجواب رجل أو امرأة. وقيل: لما كان المكان مكان إبهام جاءت ما لما فيها من الإبهام كقول العرب: خذ من عندي ما شئت. وقولـه: مثنى وثلاث ورباع بدل مما طاب وموضعه النصب وتقديره اثنتين اثنتين وثلاثاً ثلاثاً وأربعاً أربعاً إلا أنه لا ينصرف لعلتين العدل والصفة.

السابقالتالي
2 3 4 5