المعنى: خاطب سبحانه بهذه الآية المنافقين الذين تابوا وآمنوا وأصلحوا أعمالهم فقال { ما يفعل الله بعذابكم } أي ما يصنع الله بعذابكم، والمعنى لا حاجة لله إلى عذابكم وجعلكم في الدرك الأسفل من جهنم لأنه لا يجتلب بعذابكم نفعاً ولا يدفع به عن نفسه ضرراً إذ هما يستحيلان عليه { إن شكرتم } أي أدّيتم الحق الواجب لله عليكم وشكرتموه على نعمه { وآمنتم } به وبرسوله وأقررتم بما جاء به من عنده { وكان الله شاكراً } يعني لم يزل سبحانه مجازياً لكم على الشكر فسمى الجزاء باسم المجزى عليه { عليماً } بما يستحقونه من الثواب على الطاعات فلا يضيع عنده شيء منها عن قتادة وغيره. وقيل: معناه أنه يشكر القليل من أعمالكم ويعلم ما ظهر وما بطن من أفعالكم وأقوالكم ويجازيكم عليها. وقال الحسن: معناه أنه يشكر خلقه على طاعتهم مع غناه عنهم فيعلم بأعمالهم.