القراءة: قرأ حمزة وحده يُزفون بضم الياء والباقون بفتحها وفي الشواذ قراءة الحسن فراغ عليهم سفقاً وقراءة عبد الله بن زيد يزفون خفيفة الفاء. الحجة: زفت الإبل تزف إذا أسرعت وقراءة حمزة يُزفون أي يحملون غيرهم على الزفيف قال الأصمعي: أزففت الإبل حملتها على أن تزف وهو سرعة المشي ومقاربة الخطو والمفعول محذوف على قراءته. وقيل: أيضاً إن أزف لغة في زف ولما يزفون بالتخفيف فذهب قطرب إلى أنها تخفيف يزفّون كقوله{ وقرن في بيوتكن } [الأحزاب: 33] أي أقررن قال الهذلي:
وَزَفَّتِ الشَّوْلُ مِنْ بَرْدِ الْعَشِيّ كَما
زَفَّ النَّعــامُ إلــى حَفَّانِــهِ الرُّوحُ
والظاهر أن يزفون من وَزَفَ يزف مثل وعد يعد وأما قوله { سفقاً } فهو من قولهم سفقت الباب وصفقتَه والصاد أعرف وروي عن الحسن بالصاد أيضاً. اللغة: الشيعة الجماعة التابعة لرئيس لهم وصار بالعرف عبارة عن شيعة علي بن أبي طالب ع الذين كانوا معه على أعدائه وبعده مع من قام مقامه من أبنائه وروى أبو بصير عن أبي جعفر ع قال: ليهنكم الاسم قلت: وما هو؟ قال: الشيعة قلت: إن الناس يعيروننا بذلك قال: أما تسمع قول الله سبحانه { وإن من شيعته لإبراهيم } وقوله{ فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوّه } [القصص: 15] والروغ الميل مات جهة إلى جهة. يقال: راغ يروغ روغاً روغاناً أي حاد والرواغ الحياد قال عدي بن زيد:
حِينَ لا يَنْفَعُ الرَّواغُ وَلا يَنْـ
ـفَعُ إلاّ المُصادِقُ النِّحْرِيرُ
الإعراب: { آلهة } بدل من قوله إفكاً وإفكاً مفعول تريدون. { فما ظنكم } ما مبتدأ وظنكم خبره وقوله { ضرباً } مصدر فعل محذوف والتقدير يضربهم ضرباً والباء في قوله { باليمين } متعلق بذلك المحذوف ويزفون حال من اقبلوا { والله خلقكم } في موضع نصب على الحال من تعبدون والتقدير أتعبدون ما تنحتون مخلوقين. { هب لي } مفعوله محذوف أي ولداً. المعنى: ثم أتبعه سبحانه وتعالى بقصة إبراهيم ع فقال { وإن من شيعته لإبراهيم } أي وإن من شيعة نوح إبراهيم يعني أنه على منهاجه وسنته في التوحيد والعدل واتباع الحق عن مجاهد. وقيل: أن معناه وإن من شيعة محمد إبراهيم كما قال{ إنا حملنا ذريتهم } [يس: 41] أي ذرية من هو أب لهم فجعلهم ذرية لهم وقد سبقوهم عن الفراء { إذ جاء ربه بقلب سليم } أي حين صدق الله وآمن به بقلب سليم خالص من الشرك بريء من المعاصي والغل والغش، على ذلك عاش وعليه مات. وقيل: بقلب سليم من كل ما سوى الله تعالى لم يتعلق بشيء غيره عن أبي عبد الله ع. { إذ قال لأبيه وقومه } حين رآهم يعبدون الأصنام من دون الله على وجه التهجين لفعالهم والتقريع لهم { ماذا تعبدون } أي أيّ شيء تعبدون { أئفكاً آلهة } الإِفك هو أشنع الكذب وأفظعه وأصله قلب الشيء عن جهته التي هي له فلذلك كان الكذب إفكاً وإنما قال آلهة على اعتقاد المشركين وتوهّمهم الفاسد في إلهية الأصنام لما اعتقدوا أنها تستحق العبادة ثم أكَّد التقريع بقوله { دون الله تريدون } أي تريدون عبادة آلهة دون عبادة الرحمن فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه لأن الإِرادة لا يصح تعلقها إلا بما يصحُّ حدوثه والأجسام مما لا يصح أن تراد.