الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُواْ هُمُ ٱلْغَٰلِبِينَ } * { وَآتَيْنَاهُمَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُسْتَبِينَ } * { وَهَدَيْنَاهُمَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } * { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي ٱلآخِرِينَ } * { سَلاَمٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ } * { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } * { إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ }

اللغة: أصل المن القطع ومنه قولهلهم أجر غير ممنون } [فصلت: 8] أي غير مقطوع وحبل منين أي منقطع والنصر المعونة إلا أن كل نصر معونة وليس كل معونة نصراً لأن النصر يختص بالمعونة على الأعداء والمعونة عامة. المعنى: ثم عطف سبحانه على ما تقدم بذكر موسى وهارون فقال { ولقد مننا على موسى وهارون } أي أنعمنا عليهما نعماً قطعت عنهما كل أذية فمنها النبوة ومنها النجاة من آل فرعون ومنها سائر النعم الدينية والدنيوية { ونجيناهما وقومهما } بني إسرائيل { من الكرب العظيم } من تسخير قوم فرعون إياهم واستعمالهم في الأعمال الشاقة. وقيل: من الغرق { ونصرناهم } على فرعون وقومه { فكانوا هم الغالبين } القاهرين بعد أن كانوا مغلوبين مقهورين { وآتيناهما الكتاب المستبين } يعني التوراة الداعي إلى نفسه بما فيه من البيان وكذلك كل كتب الله تعالى بهذه الصفة { وهديناهما الصراط المستقيم } أي دللناهما على الطريق المؤدّي إلى الحق والموصل إلى الجنة. { وتركنا عليهما } الثناء الجميل { في الآخرين } بأن قلنا { سلام على موسى وهارون } وقد مرَّ القول في ذلك { إنا كذلك } مثل ما فعلنا بهما { نجزي المحسنين } نفعل بالمطيعين نجزيهم ذلك على طاعاتهم وفي هذا دلالة على أن ما ذكره الله كان على وجه الثواب لموسى وهارون ومن تقدم ذكره لأنه لفظ الجزاء يفيد ذلك { إنهما من عبادنا المؤمنين } أي من جملة عبادنا المصدقين بجميع ما أوجبه الله تعالى عليهم العاملين بذلك.