الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ يسۤ } * { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْحَكِيمِ } * { إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { تَنزِيلَ ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } * { لِتُنذِرَ قَوْماً مَّآ أُنذِرَ آبَآؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ } * { لَقَدْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ } * { إِنَّا جَعَلْنَا فِيۤ أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِىَ إِلَى ٱلأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ } * { وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } * { وَسَوَآءُ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ }

القراءة: قرأ أهل الكوفة غير عاصم إلا حماداً ويحيى عن أبي بكر يس بالإِمالة والباقون بالتفخيم وقرأ أبو جعفر وأبو عمرو وحمزة وابن كثير برواية القواس والبزي ونافع برواية إسماعيل وورش بخلاف بإظهار النون من يس عند الواو وكذلك نون والقلم وقرأ ابن عامر والكسائي وخلف بإخفاء النون فيهما وقرأ قالون عن نافع بإظهار النون من نون وإخفائها من يس وأما عاصم فإنه يظهر النون منهما في رواية حفص ورواية البرجمي عن أبي بكر ومحمد بن غالب عن الأعمش عن أبي بكر ويظهر النون من يس ويخفيها من نون في رواية العليمي عن حماد. وأما يعقوب فإنه يظهر النونين في رواية روح وزيد ويخفيها في رواية رويس، وقرأ أهل الحجاز والبصرة وأبو بكر تنزيل بالرفع والباقون بالنصب وفي الشواذ قراءة الثقفي يس بفتح النون وقراءة أبي السماك يس بكسر النون وقراءة الكلبي يس بالرفع وقراءة ابن عباس وعكرمة وابن يعمر والنخعي وعمر بن عبد العزيز فأعشيناهم بالعين وقراءة ابن محيصن والزهري أنذرتهم بهمزة واحدة. الحجة: قال أبو علي: مما يحسن إمالة الفتح من يس نحو الكسرة أنهم قالوا: يا زيد في النداء فأمالوا الفتحة نحو الكسرة والألف نحو الياء وإن كان قولهم يا حرفاً على حرفين والحروف التي على حرفين لا يمال منها شيء نحو لا وما فإذا كانوا قد أمالوا ما لا يمال من الحروف من أجل الياء فإن يميلوا الاسم الذي هو يا من ياسين أجدر ألا ترى أن هذه الحروف أسماء لما يلفظ بها. وأما من بيَّن النون من يس فإنما جاز ذلك وإن كانت النون الساكنة تخفى مع حروف الفم ولا تبين لأن هذه الحروف مبنية على الوقف ومما يدلّ على ذلك استجازتهم فيها الجمع بين ساكنين كما يجتمعان في الكلم التي يوقف عليها ولولا ذلك لم يجز الجمع بينهما وأما من لم يبيّن فلأنه وإن كان في تقدير الوقف لم يقطع فيه همزة الوصل وذلك قوله { الم الله } ألا ترى أنه حذف همزة الوصل ولم يثبت كما لم يثبت مع غيرها من الكلام الذي يوصل ومن رفع تنزيل فعلى تقدير هو تنزيل العزيز الرحيم أو تنزيل العزيز الرحيم هذا والنصب على نزّل تنزيل العزيز الرحيم. وأما من قال يس بالنصب أو الجرّ فكلاهما لالتقاء الساكنين ومن رفع فعلى ما روي عن الكلبي أنه قال: هي بلغة طيء يا إنسان. قال ابن جني: ويحتمل عندي أن يكون اكتفى من جميع الاسم بالسين فيما فيه حرف نداء كقولك يا رجل ونظير حذف بعض الاسم قول النبي صلى الله عليه وسلم

السابقالتالي
2 3 4