الرئيسية - التفاسير


* تفسير مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } * { وَقَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَقَدْ كَـفَرُواْ بِهِ مِن قَـبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ }

القراءة: قرأ أبو عمرو وأهل الكوفة غير عاصم التناؤش بالمد والهمز والباقون بغير مد ولا همز. الحجة: التناوش التناول من قولهم نشت أنوش قال الشاعر:
فَهْيَ تَنُوشُ الحَوْضَ نَوْشاً مِنْ عَلا   نَــوْشاً بِــهِ تَقْطَعُ أَجْـوازَ الفَــلا
فمن لم يهمز جعله تفاعلاً منه ومن همز احتمل أمرين: أحدهما: أنه أبدل من الواو والهمز لانضمامها مثل أُقتت وادؤر ونحو ذلك. والآخر: يكون من النأش وهو الطلب قال رؤبة:
أَقحَمَني جارُ أَبِي الخامُوشِ   إِلَيْــكَ نَأْشَ القِــدْرِ المَنْؤُوشِ
والنأش الحركة في الإبطاء قال الشاعر:
تَمَنّى نَئِيشاً أَنْ يَكُونَ أَطاعَني   وَقَـــدْ حَدَثَتْ بَعْدَ الأُمُورِ أُمُورُ
أي تمنّى مدة مديدة فنصب نئيشاً على الظرف. المعنى: ثم قال سبحانه { ولو ترى } يا محمد { إذ فزعوا } أي عند البعث { فلا فوت } أي فلا يفوتني منهم أحد ولا ينجو مني ظالم { وأخذوا من مكان قريب } يعني القبور وحيث كانوا فهم من الله قريب لا يفوتونه وجواب لو محذوف ويدل الكلام عليه والتقدير لرأيت أمراً عظيماً. وقيل: إذ فزعوا في الدنيا حين رأوا بأس الله عند معاينة الملائكة لقبض أرواحهم عن قتادة. وقيل: هو فزعهم يوم بدر حين ضربت أعناقهم فلم يستطيعوا فراراً من العذاب ولا رجوعاً إلى التوبة عن الضحاك والسدي وقال أبو حمزة الثمالي: سمعت علي بن الحسين ع والحسن بن الحسن بن علي ع هم يقولان هو جيش البيداء يؤخذون من تحت أقدامهم. قال: وحدّثني عمرو بن مرة وحمران بن أعين أنهما سمعا مهاجراً المكي يقول: سمعت أم سلمة تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يعوذ عائذ بالبيت فيبعث الله إليه جيشاً حتى إذا كانوا بالبيداء بيداء المدينة خسف بهم " وروي عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب قال: فبينا هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشاً إلى المشرق وآخر إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة يعني بغداد فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويفضحون أكثر من مائة امرأة ويقتلون بها ثلاثمائة كبش من بني العباس ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فيخرج راية هدى من الكوفة فيلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم. ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام بلياليها ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرائيل فيقول يا جبرائيل اذهب فأبدهم فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منهم إلا رجلان من جهينة فلذلك جاء القول:

السابقالتالي
2